استشهــــد وأصيب نحـــو 60 جنديــــاً وضابطاً مصرياً في سيناء قبل عدة أيام، وقد أدى هذا الخبر الصاعقة إلى أن يخرج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مخاطباً كل الإرهابيين ومهدداً ومتوعداً كل الجماعات الإرهابية التي قامت بتنفيذ هذه العملية «الجبانة والقذرة»، بأنهم سينالون جزاءهم قريباً.
من جهة أخرى كشفت مواقع جهادية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، يوم السبت الفائت، عن تفاصيل حادث كمين منطقة كرم القواديس، الذي أسفر عن استشهاد 30 جندياً وضابطاً وإصابة 29 آخرين من القوات المسلحة المصرية، وأشارت مواقع التنظيم إلى حصولها على معلومات من العاملين بلجان الإعلام في «أنصار بيت المقدس» تؤكد تنفيذها تلك العملية على أراضي سيناء. وذكرت المواقع ومنها «المنبر الإعلامي الجهادي» أن العملية بدأت باستهداف إحدى المدرعات بكمين كرم القواديس شمال سيناء، وأدت إلى تطاير المدرعة وتناثر أجزائها مع أشلاء من كانوا بها من الجنود، وأعقب ذلك هجوم بالأسلحة الرشاشة والصاروخية على أفراد الكمين الذين كانوا في حالة صدمة ورعب كامل، بعد أن باغتهم «المجاهدون»، حسب بيانهم.
وأضاف الموقع أن المجاهدين انسحبوا، ثم أتت بعد 15 دقيقة قوات الجيش إلى مكان التفجير وأغلقت الطرق في محيطه وشرعت تطلق النار بكثافة وعشوائية. وتابع البيان: «وبحمد الله تم استهداف السيارة التي تقل المصابين من جيش الردة، والإجهاز على من تبقى حياً، وأصيب قائد عمليات الجيش المصري خالد توفيق بإصابات حرجة أثناء توجهه إلى مكان التفجير، ولله الفضل والمنة».
بهذه البيان استيقظ المصريون على وقع مهول لانفجار استهدف قلب مصر، وذلك من خلال استهداف أقوى وأشرف الجيوش العربية، كل ذلك للنيل من عزيمة مصر وكل المصريين والعرب، لأن أعداء العروبة يدركون خطر الجيش العربي المصري وبقية الجيوش العربية على أعداء الوطن العربي، ولهذا قامت «داعش» ومعها كل قوى الظلام من الأذرع الصهيونية بعدة عمليات إرهابية ضد الجيش المصري في الأشهر الأخيرة، لأنهم يعلمون مدى أهمية وصلابة هذا الجيش في رسم خريطة المستقبل العربي، ولذلك استهدفوه أكثر من مرة.
أما الرئيس المصري فإنه كسر طبيعته الهادئة وطالب خلال كلمة له بثها التلفزيون المصري يوم السبت جميع المصريين بالانتباه للمؤامرات التي تحاك ضده وتهدف إلى عرقلة تقدمه، مشيراً إلى أهمية إدراك المؤامرة التي تحاك ضد الوطن. وأضاف أن «حادث سيناء الإرهابي يقف خلفه دعم خارجي»، وأكد أن «مصر تخوض حرب وجود، لافتاً إلى استمرار العمليات الإرهابية طالما المصريون عازمون على التقدم والتنمية». وشدد الرئيس على حرصه على إعادة الدولة لمكانتها، موضحاً أن هذا الأمر بالغ الصعوبة لكنه اتخذه على عاتقه، قائلاً: «لابد أن ندرك أبعاد المؤامرة الكبيرة التي تحاك ضد مصر»، وتابع، «إن كل التحديات تهون طالما الشعب المصري منتبه ويقف بحوار جيشه وشرطته».
إلا مصر.. سنظل نكررها دائماً وأبداً؛ فالجيش المصري هو حائط الصد الأول والأخير في مواجهة الإرهاب والعدوان الخارجي، ومن يريد إضعافه وزعزعة قواه وضرب كيانه فإنه يقوم بأكبر مؤامرة ضد العرب عبر التاريخ.
نحن اليوم وفي هذه الظروف الحالكة، نقف وبكل عزم إلى جانب الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، لأننا نؤمن أن مصر هي بوابتنا نحو العزة والكرامة، وأن أية محاولة لضرب القاهرة فإنها ستبوء بالفشل، بل يبدو أن العرب جميعهم هذه المرة عازمون كل العزم على أن يقفوا صفاً واحداً مع الجيش المصري الشجاع والمضحي، وأن يقفوا صفاً واحداً أيضاً مع الشعب المصري ضد كل قوى الظلام والإرهاب والصهيونية.
هذه رسالة كل العرب إلى الصهاينة و«داعش» وكل الإرهابيين في كل أنحاء العالم؛ عاشت مصر الحبيبة.. وعاش جيشها البطل الذي يقع في قلب كل عربي.