لن نجزع؛ فنحن لا نعرف مصطلحاً في حياتنا اسمه الجزع، لا نخاف فلا خوف يجتمع في قلب سكن فيه خوف الله، إذن نحن منتصرون بإذن الله، فالنصر لكم يا شعب البحرين، نعم لقد زحفتم وستزحفون وسيغلب زحفكم كما غلب زحف موسى زحف فرعون، فأنتم الغالبون، وها هي المحن قد أثبتت لمن تكون الغلبة، وذلك بعد أن اشتريتم وطنكم وأرضكم الطيبة، والتي لا تريد منكم إلا نصرتها وقت محنتها، فجنود الشياطين قد عقدوا العزم على اغتصاب أرضكم بأي وسيلة، وها هم يجمعون أصواتهم وتواقيعهم لتدخل أممي لأنهم يعلمون أن الأمم المتحدة تابعة لأمريكا وإيران.
يا شعب البحرين؛ لا تهمكم إيران ولا أمريكا ولا أذنابهم، فهم لا شيء ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً، فلم يستطيعوا إلى الآن أن يفعلوا شيئاً في العراق ولا سوريا ولن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً في اليمن، وذلك عندما قررت الشعوب مواجهتهم بقوة الإيمان والإصرار والثقة بنصر الله، فمنذ تمزق ملك كسرى لم يقم الله لهم ملكاً ولن يقوم لهم ملك في أرض العرب، وهذه أرض البحرين الطيبة المباركة جزء من أرض النبوة لن يولي الله عليها أحد من أعدائه، ولن يولي الله أعداءه على مسلمين يعبدونه حق عبادته، ولن يوليهم على مسلمين ينصرون المستضعفين ويغيثون المسكين ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهذه بوادر النصر قد بانت وها هو قرار جلالة الملك بوقف المراقص في فنادق الأربع نجوم، وأنه والله لرضى وتوفيق لمليكنا الغالي، وهذه هي الأصوات الخيرة الطيبة تدعو لنا في كل مكان، إنها أصوات أخوانكم في الخليج الذين يقفون معكم ضد المؤامرة الإيرانية التي يقودها أتباعهم، والذين يحاولون تفريقكم ونزعكم عن حكامكم، فقد حاولوا بكل وسيلة من خلال ضعاف النفوس الذين يحاولون شق الصف، هؤلاء الذين يستخدمون أطفال ونساء البحرين والدفع بهم في الصفوف الأمامية كي يتباكوا بالمظلومية ويهيجوا المشاعر كما اعتادوا.
فلا عليكم يا شعب البحرين فلا تهنوا ولا تحزنوا فإنكم في الصدارة، كما كان آباؤكم وأجدادكم الذين ضربوا الأمثلة في الوفاء والأصالة والتحدي، لقد سادوا الأرض وعمروها بنواياهم الطيبة وصدقهم مع الله، فلم يناكفوا حاكماً ولا مسؤولاً، ولم يساوموا على عهدهم بدينار ولا قنطار، بل كانوا مضرب المثل في النخوة والأمانة والجرأة، وكانوا لا يخافون في الحق لومة لائم، فلم يجزعوا من عدو، ولم يستطع أن ينال أرضهم أنس ولا جن، فصارت البحرين لهم وها أنتم تستلمون الأمانة، إنها أمانة البحرين التي ستسألون عنها يوم القيامة، إنها أمانة الأرض والعرض والدين، إنها أرض الإسلام الصحيح الذين ستحاسبون عندما تتنازلون أو تتراجعون في الوفاء بأمانتكم وعهدكم، إنه يوم كل مواطن شريف على هذه الأرض، إنه اليوم الفاصل بين المخلصين لوطنهم ولدينهم ولعروبتهم وبين الخائنين لعهودهم، فكيف تريدون أن تواجهوا الله..
يا أهل البحرين لا يغرنكم هياجهم ولا صراخهم ولا إرهابهم، فقد عشتم أمرّ من هذا، وعشتم ضيم مؤامرتهم، لكنكم خرجتم منها بقوة أكبر وبتحدٍ وتصميم، خرجتم عندما استجاب الله دعاءكم، وبعدما أحسنتم ظنكم في الله ونكرتم أنفسكم وقدمتم مصلحة الأمة ومصلحة الشعب والأجيال التي ستعيش على أرض يرفرف عليها الأمن والسلام، أرض يعيش عليها عباد تحابوا في الله، عباد وثقوا أن النصر من عند الله، وأن الله لا ينصر ظالماً ولا يرفع راية لغادر، فهذه هي راية الغدر تتكسر، وهذه حربهم يطفئها الله كلما أشعلوها، وهذه صفوفهم تتراجع وتحتضر، وما ترونه اليوم من أعمال إرهاب وسطو وتهديد ووعيد، وما تسمعونه من أصوات تنادي بتدخل أممي، كلها محاولات يائسة عندما شعروا أن أحلامهم وأمانيهم تسحق بأقدام شعب البحرين وهي تزحف إلى صناديق الانتخابات، فنحن وأبناؤنا جميعاً سنتوجه اليوم كي نضع «صح»، فهذه الكلمة ستخترق قلب أعداء البحرين، فكم كانت تتمنى أن تكون صورها معلقة، وكم كانت تتمنى أن يكون لها مكان في المجلس القادم، ولكن هيهات فقد أغلقت الأبواب وطويت الصحف، وما يصح إلا الصحيح، وأنتم الصح وأنكم من ستصحون وتبقون شعب البحرين الذي لن يستطيع أن تزلزله إيران ولا أمريكا ولا عشرة من أمثالها.