مع إغلاق صناديق الاقتراع مساء أمس السبت الثاني والعشرين من نوفمبر 2014 والإعلان عن أسماء من وجد الشعب أنهم الأكفأ للمجلس التشريعي في الفترة المقبلة تدخل مملكة البحرين مرحلة جديدة عنوانها استئناف العمل والتفرغ للبناء والتنمية ، حيث الواضح أن الدولة اتخذت قراراً بوضع كل ما حدث في السنوات الأربع الأخيرة وراء ظهرها وعدم الالتفات له والعمل بجدية للتعويض عن كل ما تم هدره بسبب تلك القفزة في الهواء والتي نفذها ذلك البعض الذي اعتقد لوهلة أن الأمر سهل وأنه كما النزهة وأنه ضليع في العمل السياسي .
اعتباراً من اليوم تنفض البحرين عنها غبار ما حدث وتبدأ مشوارها الأصعب أو ربما كان مناسباً وصفه بالجهاد الأكبر، ذلك أن البناء دائماً أصعب من الهدم والتدمير والتخريب الذي ألفه ذلك البعض حتى كاد أن يعتقد أنه الأساس وليس الاستثناء الخاطئ .
التدقيق في تصريحات جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد في الشهور الأخيرة تعين على التوصل إلى معلومة ملخصها أن البحرين مقبلة على مرحلة جديدة ربما كان من المناسب أن يطلق عليها المرحلة الثانية من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ، ففي هذه المرحلة وتحديداً في سنواتها الخمس الأولى سيلاحظ المواطن مقدار الفرق في مستوى المعيشة والحريات وسيعيش أحوالاً يحسده عليها الآخرون من الأبعدين والأقربين، وما الإعلان عن المضي في بناء وتوزيع أربعين ألف وحدة سكنية إلا أول الغيث.
هذا ما ألمح إليه قادة البلاد في الشهور الأخيرة، وهي تلميحات ليست للاستهلاك المحلي كما يقال ولكنها مبشرات بمرحلة تكون فيها الأمور مختلفة، ولعلها تجبر كل من حاول التجاوز على العادات والتقاليد والأعراف على مراجعة نفسه والتراجع عما في باله والإقرار بأن حب الوطن لا يكون بمعاداته وإنما بالولاء لقادته وبالعمل على بنائه والارتقاء به.
المرحلة الجديدة من المشروع الإصلاحي لن تقبل بمن يتلكأ عن القيام بدوره في عملية البناء والتنمية، ولن تقبل بمن يعادي الوطن ومستقبله، ولن تقبل بمن يضع يده في يد الأجنبي الذي تبينت أهدافه ومراميه بل صار يصرح بهاعلى المكشوف. المرحلة الجديدة قوامها المواطن المخلص لهذا الوطن والذي لا يقبل بجرحه أياً كانت الأسباب والمبررات، وقوامها الإخلاص لهذا الوطن والاستعداد للتضحية من أجله.
لا أنفرد بهذه القراءة للواقع، وأعتقد أن الكثيرين يشاركونني إياها وتوصلوا أيضاً إلى نفس هذه الاستنتاجات، ذلك أن المعطيات تعين على هذا الاستنتاج ، ويكفي معرفة أن جلالة الملك ظل في انتظار الانتهاء من عملية انتخاب المجلسين النيابي والبلدي ليبدأ الخطوات المكملة والموصلة إلى نقطة البدء عملياً في المرحلة الجديدة لمشروع جلالته الإصلاحي، فسريعاً سيتم تشكيل حكومة جديدة، وسريعاً سيتم البدء في كل ما يفضي إلى ما تم التخطيط له ويعود ناتجه بالخير على الوطن والمواطنين .
المرحلة الجديدة تتطلب من المواطن ألا يلتفت إلى الوراء وألا يستمع إلى تلك الأبواق التي كادت أن ترديه المجهول وألا يفعل إلا كل ما يعرف تماماً أنه يصب في مصلحة هذا الوطن الذي من دونه يضيع وتنتهي قيمته .
خلال المرحلة الجديدة لن يكون شعب البحرين وحده في مواجهة ما يخطط له ويسيء إليه، فشعوب التعاون كلها ستكون معه، وقيادات التعاون كلها ستكون مع قيادته وستدعمها بقوة كي لا تتيح لأولئك الفرصة ليعيدوا الكرة أياً كان سندهم؛ قريباً كان أو بعيداً، وأياً كانت اللغة التي يتحدث بها ذلك السند.
المرحلة الجديدة من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك غير، وهي تختلف عن المرحلة السابقة في أنها لن تنشغل بوضع الأساسات ولكن سيتم التفرغ فيها للخوض في التفاصيل.