هذا الشعب هو صانع هذه اللحظة التاريخية، نعم.. لا يمكن أن تنتصر عصابة على شعب بأكمله، لقد استنسخ الشعب يوم 21 فبراير 2011 وقفة الفاتح في 22 نوفمبر 2014، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنكم مجرد ظاهرة صوتية شفوية، تعتمد على الكذب ولعب دور المظلومية.
وفيما كان هذا الشعب يمضي في طريقه شامخاً فرحاً مبتهجاً مكبراً يضع صوته في صناديق الديمقراطية، ويرسل رسالته إلى كل الذين تأكلهم نار الحقد والكره لهذه الأرض، كان اللعانون الشتامون المشتعلة صدورهم غلاً ضد إرادة البحرينيين، قد قدت قلوبهم وعقولهم من هول الصدمة، فمضوا وقبل إعلان النتائج يرمون قاذوراتهم على الشعب ويشككون في نزاهة الانتخابات، وينكرون حتى شهادة ممثلي الاتحاد الأوروبي وسفراء دول العالم المعتمدين، بما فيهم صديقهم السفير الأمريكي!!
ذكروني حين شاهدتهم مصطفين على طاولة واحدة مترفعين عن الاعتراف بالخطأ وينكرون فشلهم ويمعنون في الغي والبغي، ولم تبد أي ملامح أسف أو ندم على جمل الجرائم التي ارتكبها بحق هذا الشعب، بجماعة مسيلمة الكذاب وأتباعه.
من هو التافه الذي يمكن أن يشكك في هذه الانتخابات؟! فيما الحقيقة على الأرض تكشف وتخرق العين، بما لا يترك فرصة للتشكيك؟
من أنتم؟ أنتم قطيع لا تمثلون سوى 16% أو أقل من ذلك بكثير، ونحن «المارد» الذي نجح في لطمكم للمرة الثانية، ولا تلومن أحداً بل لوموا أنفسكم، فأنتم من جنى على نفسه وتسبب بذلك، حين استفزيته واستنفرته بكلامك الهش الفارغ عن تصفير الانتخابات، وكأنك نجحت في مخططك فحكمت البلد وجلست على أنفاس شعبه.
«اصحى وفوق.. وصحي كل اللي من حولك» ولا تمعن في المكابرة والعناد، فأنتم مجرد عصبة تمارس اللغو الفارغ وتردد كما تفعل الببغاوات، كلاماً يمليه عليهم أسيادهم في إيران، يتكلمون باسم شعب البحرين ومدعين أنهم يمثلونه، فيما الشعب نفسه خرج عن بكرة أبيه ليثبت أمام العالم أجمع أنكم لا تمثلونه، يعني من اليوم وساير تكلموا على قدر حجمكم.. 16%.
لم أذكر في أي لحظة من حياتي أني حقدت على أحد، بسبب أن الحقد حمل ثقيل يتعب حامله يحمله الجاهل في صدره فيشقي به نفسه، ويفسد به فكره ويشغل به باله ويقض به مضجعه ويكثر به همه وغمه، بل لا أذكر قط أني نمت في ليلة من عمري أتمنى أن أصحو فلا أرى شخصاً ما في الحياة، بما فيهم قيادات الوفاق وتابعيهم، الذين أمعنوا في الأذى والحقد والكراهية والضغينة للوطن وكل طوائف الشعب، لأني وببساطة أعتبرهم في حكم المدمن على الكذب الذي يستحق علاجاً، فهل تكره مدمناً؟ على العكس أشفق عليه.
نعم، هم يستحقون الشفقة، بما فيهم كبيرهم المدمن وبشكل تجاوز مراحل العلاج على الكذب..
الحمدلله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا وفضلنا على كثير من خلقه.