قدوم مبارك وعودة حميدة ووجوه مستبشرة برجوع صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة - حفظه الله دائماً في الحل والترحال- إلى أرض الوطن، فالشعب البحريني بقدر ما كان قلقاً على سمو الأمير وهو خارج البحرين، إلا أنهم كانوا واثقين من استجابة الله لدعائهم، فسموه صاحب اليد البيضاء وصاحب القلب الحاني على الجميع.
بشائر السعد بانت على محبيه بعودة الأمير خليفة حفظه الله، فقد رفع الناس كفوفهم للدعاء له، واجتمعت قلوبهم على محبته، وما حفاوة الناس واستقبالهم له إلا دليل قاطع على أن الأمير خليفة هو سندهم وعزوتهم ووقفاته مع الشعب لا يمكن أن يسطرها قلم ولا يحتويها ورق. فهو رمز البحرين وأهل البحرين في الثبات والحق، وبعودته الكريمة سيواصل مع شعب البحرين مسيرة الخير والتقدم والبناء في ظل قائد مسيرة الإصلاح عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه. وما احتفال الشعب البحريني بقدوم الأمير خليفة إلا لقاء كريم لتجديد البيعة له وتقديم الولاء لباني البحرين ومصدر قوتها والباقي على نهضتها.
وبعودة رئيس الوزراء -حفظه الله- إلى أرض الوطن سالماً هلت على البحرين بشائر الخير، فنجاح العرس الانتخابي هو النهج السليم للمواطنة والانتماء، والذي جعل من المواطن يمارس حقه الانتخابي ويؤدي في الوقت نفسه واجبه الوطني، فهذا الغرس الطيب للوطن في تكوين البحريني بانت ثماره اليوم، بعد أن صور تاريخ البحرين الانتخابي أجمل معاني الولاء للأرض، بقناعة تامة بمشروع جلالة الملك الإصلاحي، وبالنوايا الحسنة التي تحترمها القيادة من شعب شيمته الوفاء للوطن ورموزه، قادة المسيرة الديمقراطية.
البحرين تنتصر والديمقراطية تنتصر والانتخابات تختزل المشهد السياسي بالطوابير الطويلة إلى مراكز الاقتراع، فمن صمت عن التصويت في ذلك اليوم فليصمت إلى الأبد، فلا حاجة للشعب بأن يسمع نعيقهم أو أن يكترث بما يقولون. فالجموع التي توافدت للتصويت في يوم الانتخابات كانت بمثابة الصفعة القوية في وجوه من أرادوا تصفير الصناديق، وصفعة قوية في وجوه بعض الدول التي تراقب البحرين وتحاول أن تصطاد العثرات متناهية الصغر، فالبحرين اليوم هي البحرين الأمس في مبادئها وقيمها وإنسانيتها لا تتغير ولا تتبدل مهما حاولت الأيدي أن تعيث فساداً في الأرض.
موقف الشرفاء كان واضحاً ولا مزايدة على حب الوطن والإخلاص له، ولا مزايدة على أن الواجب الوطني هو بمثابة شرف المرء، فالمواطن البحريني أصبح أكثر وعياً بخطورة من يتقاعس في أداء الواجب الانتخابي والوطني، بل أصبح أكثر إدراكاً بأن بعض الجمعيات السياسية ما هي إلا جمعيات خائنة للوطن تحاول في كل مرة وفي كل مناسبة أن تثبط مسيرة الإصلاح، ولكن الصفعة المؤلمة لها كانت خروج جموع المواطنين من قرى البحرين للتصويت في مراكز اقتراع آمنة. التصويت بهذه الأعداد الكبيرة، وخروج الناس بإصرار للتصويت، هي بشارة للتفاؤل، وهي خطوة للتغيير الجذري نحو الإصلاح، فالانتخابات كانت فرصة بأن يتسامح المواطن مع نفسه قبل كل شي ومع من يعيشون معه على هذه الأرض، فاليوم سطر الشعب البحريني موقفه المسؤول للبحرين وسطر روائع الذكريات في تاريخ البحرين الانتخابي، وأتم فرحة البحرين، فهنيئا للشعب الوفي العرس الديمقراطي.