نسبة المشاركة التي فاقت 52% من عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات، هي بحد ذاتها ضربة قوية لمن ادعى وقال بأنه قادر على «تصفير» الصناديق.
البحرينيون المخلصون من جميع الطوائف، الشيعة منهم قبل السنة وقبل البقية، أثبتوا بأنهم «أحرار» وليسوا مرتهنين لتهديدات وإرهاب من أراد اختطاف البلد وحكم شارعها بالقوة، هم من أنجحوا هذه الانتخابات وهم من دحضوا الكذبة الكبرى والادعاء تحت كلمة «الأغلبية». أغلبية البحرين رآها العالم يوم السبت الماضي وسيراها مجدداً يوم السبت القادم.
ولولا إرجاع كثير من المواطنين (وزير العدل قال 4 آلاف ونظن أن الرقم الأكبر) بسبب عدم وجود أسمائهم في كشوف الناخبين (وهو أمر ندعو لمعالجته) لكانت النسبة أكبر، ولكان وجع الكارهين لهذا البلد أكبر ولكان صراخهم أعلى.
من تجرع ألم الخيبة والفشل أخذ يحاول المناورة بالكلام والأرقام، يتحدث عن نسب وغيرها، بينما الحقيقة بارزة أمام عينيه لكن ما في قلبه وما في نواياه يفرض عليه أن يعمي عيونه وأن تكشف كلماته حقيقة مراده.
هؤلاء يتركون في حالهم، فهو أنسب تعامل. فالبحرين لن تقف عند كلام حاقد أو صراخ كاره، البحرين أكبر من أي كان، أكبر بشعبها الملتف حول عروبتها وقيادتها، أكبر بوطنيتهم وإخلاصهم لهذا التراب.
تصفير الصناديق، يضاف إلى كثير من حالات «الوهم» وخلق «فقاعات الصابون»، مثل وهم «التمرد» الذي حشدوا له ثم بان على حقيقته واتضح هزاله، يضاف إلى أوهام شعاراتها «الصمود» و«تحلمون» و«باقون حتى يسقط النظام»، وكل هذه الفوضى التي كان مكانها «الفضاء الإلكتروني» والتجمعات «المغلقة» أو تلك المقصورة على نفس اللاعبين ونفس الجمهور الذي ينقص عدده، كلها أمور الواقع دحضها دحضاً، وبان بالفعل من هم الأقلية في كرههم للبحرين، ومن هم «المتخبطون» سياسياً، ومن هم الذين قلبهم على البلد ممن يريدون حرقها.
كانوا يراهنون على عزوف الناس، رهانهم لم يكن في أساسه على اقتناع بأن الذين لن ينتخبوا يوافقونهم في مسعاهم لاستهداف البحرين أو لتصفير الصناديق (التي لم تتصفر)، بل رهانهم كان على إذكاء جروح الناس وخيبة أملهم من أداء بعض النواب غير المقبول تجاه قضايا الناس. لكن المواطن البحريني المخلص الأصيل لبلده يثبت مرة تلو الأخرى، بأنك حينما تريد استفزازه ليضرب بلاده في ظهرها، فإن يده لا تطاوعه على فعل ذلك، ولاؤه لا يمنحه قوة للتنكر لوطنه، انتماؤه يجعله يحول غضبه لمن يتطاول على البحرين ويشتمها ويسيء لقيادتها ويقسم شعبها ويشوه صورتها في الخارج.
شتان بين انتخابات 2010 وانتخابات اليوم بالنظر لموقف الوفاق الانقلابية ومن يتبعها، قبل أربع سنوات خرج أمينهم العام ليتفاخر في عصر يوم الانتخابات بأن أعضاء قائمته الإيمانية سيصلون جميعهم للبرلمان، واليوم -بعد أربعة أعوام- يخرج في يوم الانتخاب الذي هدد بتصفير صناديقه ليقول ومن معه في نبرة انكسار وفشل بأنهم مستعدون لحوار جاد!
مفارقة ما بعدها مفارقة، وفشل ما بعده فشل، كنا ننتظر استعراض القوة من قبل مهددي البحرين وشعبها، فإذا بهم ينكشفون وينفضحون على الملأ وأمام العالم، النسبة موجعة، الرقم صعب عليهم، والصراخ يعلو ويعلو، فهو على قدر الألم، وألم الانقلابي دائماً بإذن الله سيزيد طالما أنه يستهدف البحرين ويستفز شعبها المخلص.