يتواصل اليوم (السبت) العرس الانتخابي الديمقراطي من جديد ليكتمل عقد مجلس النواب والمجالس البلدية في الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية، فسوف يتوجه البحرينيون إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى ليثبتوا بأنهم متمسكون بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والذي كان النواة لحياة ديمقراطية يتنفس فيها كل بحريني الحرية في اختيار من يراه الأكفأ ليمثله في السلطة التشريعية المنتخبة ويوصل صوته ومطالبه إلى الحكومة، اليوم أيضاً سيقول البحرينيون كلمتهم بأننا رقم صعب في وجه الذين قالوا بأنهم سيصفرون الصناديق ولن يذهب أحد للتصويت، ونقول لهم أن النسبة الكبيرة للانتخابات هي الرد عليكم وستكون الجولة الثانية اليوم صفعة أخرى بنسبة بإذن الله ستكون مرتفعة لمن كان يشكك في نسب المشاركة في من الانتخابات.
في الجولة الأولى من الانتخابات كان المترشحون المستقلون أصحاب الحظوة في الوصول إلى جولة الإعادة في ظل تراجع واضح لمترشحي الجمعيات السياسية التي كانت تسطير على البرلمان في الانتخابات السابقة، وهذا يدل على أن الناخب البحريني قد تغيرت لديه القناعات تجاه مرشحي الجمعيات، وبلا شك يعود ذلك لأسباب كثيرة يجب على قيادات الجمعيات الإسلامية أن تراجعها وتعمل على تلافيها أو أن تزكي مترشحين لهم قبول في الشارع والمجتمع، فضلاً عن أدائهم في مجلس النواب وتقديم المقترحات التي تلامس الناس وهمومهم، هذا البرلمان سيكون فيه النواب المستقلين هم المسيطرين، وبالتالي سيتم تشكيل كتل نيابية ستكون هي الصوت الأرفع حينما يتم التصويت على أي قانون، وبالتالي سيكون نواب الجمعيات الإسلامية هم الأقلية، ولن يكون لهم تأثير في أغلب الحالات، وهي نصيحة أقدمها للجمعيات أن تراجع نفسها وتعيد ترتيب حساباتها للانتخابات القادمة إذا ما أرادوا المنافسة والعودة بقوة من جديد كما كانوا.
المرأة البحرينية كانت حاضرة في الانتخابات لإيمانها بالمشاركة مع أخيها الرجل في المشاركة السياسية وبناء الوطن من خلال السلطة التشريعية، وقد وصلت إحداهن بالفوز بأحد مقاعد المجالس البلدية، فيما تخوض 6 نساء الجولة الثانية اليوم لتؤكد منافستها الرجل، وأنها لا تقل كفاءة عنه في الوصول إلى البرلمان عبر الاقتراع الحر المباشر بأصوات الناخبين الذين صوتوا للمرأة بقناعة بأنها جديرة بأن تمثلهم في البرلمان، هنا أيضاً يعطينا مؤشراً بأن الناخب البحريني في هذه الانتخابات قد أوصل المترشحين المستقلين، وقد يوصل في جولة اليوم عدداً من النساء للمجلس النيابي وكذلك المجالس البلدية، وهذا كله يدل أن هناك تغيراً ملحوظاً بدء يتبلور لدى المواطنين بأنه التغيير بات مطلوباً، خصوصاً في هذه المرحلة التي تمر بها المملكة.
في السبت الماضي شهدت المراكز العامة الـ 13 إقبالاً منقطع النظير وازدحاماً من الناخبين الذين جاؤوا مبكراً حتى قبل فتح باب التصويت، وكانت الطوابير طويلة يقفون بالساعات ليصلوا إلى صناديق الاقتراع ليدلوا بأصواتهم في الانتخابات، ومن المتوقع أن يكون الازدحام أيضاً على المراكز العامة اليوم لأن معظم الناخبين الذين يقصدون هذه المراكز أكثرهم من دوائر يخافون التصويت في المركز الإشرافي الخاص بدائرتهم لأن دعوات الترهيب والتخويف التي يمارسها مدعو الديمقراطية من المعارضة وأنصارها يتعمدون مضايقة من يريد أن يدلي بصوته ويشارك بصوته وينتصر لوطنه، وبالتالي يجب على الجهات المعنية حماية هؤلاء الناخبين وتأمين وصولهم إلى لمراكز الاقتراع والتصويت.
في الحقيقة كان المواطنون سنة وشيعة قد لبوا نداء الوطن، وجاؤوا أفواجاً وجموعاً غفيرة بالآلاف ليضعوا ورقة التصويت في الصندوق في تحد لحملات المقاطعة التي فشلت فشلاً ذريعاً رغم استغلال المنابر الدينية والفتاوى التي كانت سنداً لهذه المقاطعة، وكان هناك مترشحون من الطائفة الشيعية، وها هم اليوم قد وصلوا إلى جولة ثانية ويمكن أن يفوزوا بالمقاعد النيابية والبلدية، وقد برهن هذا على مدى السقوط المدوي لدعوة المقاطعة والتصفير وأصبح من أطلقها هو الصفر، كما قالها وزير العدل خلال رده على أحد الصحافيين، في المؤتمر الصحافي حين أعلن النتائج الأولية للانتخابات.