في البداية أود أن أبارك للسادة النواب أعضاء المجالس النيابية والبلدية على فوزهم لشغل منصب «تمثيل» الشعب في المجلس النيابي والبلدي. مذكرة إياهم بأن لا ينسوا العهود والوعود التي وعدوا الناخبين بها.
ولحسن الطالع، فأن مواقع التواصل الاجتماعي تعد من أهم المصادر الأرشيفية لكلام السادة النواب، أي أننا سنستخدمها ضدهم إذا اقتضت الحاجة وتنكر السادة النواب لوعودهم التي سطروها على هيئة برنامج انتخابي والتي على أساسها قمنا باختيارهم.
كما أرجو أن يتسع صدر السادة النواب لكلامنا، فبفوزهم قد أصبحوا «شخصيات عامة»، يجب أن تتقبل النقد، وأن يتعاملوا بحرفية مع الناخب البحريني الذي بدا يعي أصول اللعبة السياسة، وينتظر منهم الكثير.
قد يعتقد بعض النواب أنه بمجرد فوزهم قد انتهت رحلة التعب والعناء والمنافسة، ولكن الحقيقة أن العمل الحقيقي قد بدأ للتو، وأن أمامهم سباق مدته أربع سنوات ليثبتوا للجميع بأنهم نواب أكفاء. وبأنهم سيحاولون أن يطبقوا بعضاً مما ذكروه في برنامجهم الانتخابي.
أريد أن أقتبس من سيدي رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حكمة نوه إليها في مجلسه الأسبوع الماضي حيث قال «إننا نطمح إلى مجلس برلماني يرتقي بمستوى المواطن البحريني على جميع الأصعدة»، مجلس يسن تشريعات تنشط الاقتصاد وتنعشه لينتعش الدخل القومي وينتعش المواطن». بالفعل أن ما أورده الأمير خليفة في غاية الحكمة فنحن لا نريد مجلس نسمع فيه جعجعة ولا نرى طحيناً، مجلس يعطل المشاريع ويحبسها في أدراجه بحجة دراستها وتدارسها، مجلس يغيب فيه أعضاءه لانشغالات غير منطقية، مجلس يترك الأمور الهامة ليناقش قشور الأمور، مجلس ينسى دوره الرئيس ويركز على توافه الأمور كدخول «مغنية» إلى مملكة البحرين من عدمه، مجلس يتقاذف أعضاؤه السب واللعنات على مرأى ومسمع من الجميع، مجلس «وهن» لا يقوى حتى على محاسبة وزير أو مسؤول.
ومع أنــي «شخصياً» لا أتفق مع كثير مما ورد في معظم البرامج الانتخابية للمترشحين التي أظهرت معظم المترشحين للمجلس النيابــي «كمخلصين» وأظهرت المترشحين للمجلس البلدي «كمقاولين بناء» إلا أنني أطمح أن أرى مجلساً متجانساً يناقش قوانين في صالح الوطن والمواطن بشكل سلس وميسر، وكلي أمل، أن لا أرى «نواب السفرات» الذي يجوبون العالم على نفقة الدولة بحجة الاطلاع على تجارب الدول، حيث إنه بضغطة زر على أي محرك للبحث سيأتي لك بكل تجارب العالم وأنت متربع في مكتبك!! كما أتمنى أن لا يصاب السادة النواب بغرور المنصب حيث إن من أوصلهم إلى هذا المنصب من شأنه أن ينتزعه منهم.
السادة النواب، أأمل أنه كما كانت أجواء الانتخابات رائعة ومليئة بجو الوطنية، أن نرى مجلس نيابي وبلدي «وطني» همه الأول والأخير الوطن والمواطن.