الآن دعوهم ليحرقوا ما تبقى منهم، إذ البحرين وحراكها وعملية الاستمرار في بنائها هي الأهم.
ماذا يفعل القط الذي تحشره في زاوية؟! يهاجم يقفز ويحاول الخربشة، وهذا هو حال كل انقلابي سعى لضرب البحرين في ظهرها، هذا حال من هدد بـ«تصفير» الصناديق فانتهى به الحال يصفر لوحده، يسترزق على بيان تصدره واشنطن هنا، ويصرخ في وسائل إعلامية إيرانية هناك.
أربعة أعوام قادمة يمكن بسهولة استقراء ماذا ستحاول الوفاق فعله حتى لا تجبر نفسها على الانكفاء لحالها في زاوية؟! هي لن تقبل أن تكون خارج الصورة، رغم أنها كانت الرافضة بأن تدخل داخل الإطار، وعليه فإن ما ستفعله متوقع تماماً.
سيحاولـــون إشعــال الشـارع مـن جديـد، سيحاولـــون تحويــــل شــــوارع البحريــــن وبالأخص في القرى إلى ساحات مواجهة مع رجال الأمن، ومسارات يقطعها قطاع طرق بالإطارات وغيرها. سيحاولون أن يبدؤوا فوضــى جديدة في الخارج لتشويه صــورة البحرين، وخطاباتهم لن تهدأ بل سيكون هدفها تسخين الأجواء وحض كثير من الشباب للخروج في مصادمات عل وعسى تظفر الوفاق بجثة هنا أو هناك وتحظى بجنازة تشبع فيها لطماً، وتحاول أن تتاجر بها في الخارج بغية استجلاب ضغط على البحرين بأي شكل من الأشكال.
هذا ما سيفعلونه، وسيحاولون أن يشغلوا الناس به، ورغم أن البحريني البسيط الذي يريد أن يعيش بسلام وأمن وأن تحل مشاكله وهمومه عبر الحراك البرلماني والأداء الحكومي لن يعنيه كثيراً ماذا سيفعل الانقلابيون باستثناء سدهم لطريقه وحرقهم لإطارات بقرب سكنه، إلا أن هذا لا يعفي الدولة من القيام بمسؤوليتها تجاه التحريض والتخريب. إذ حتى نمضي في العمل لأجل هذا الوطن لأربعة أعوام قادمة، لابد أن يضرب على الإرهاب بيد من حديد، ولابد أن يلزم بالقانون من لا يحترمه.
هذا ما سيفعلونه، لكننا نقول بأن الأهم هنا ماذا ستفعله الدولة وستفعله السلطة التشريعية من أجل الوطن والمواطن طوال الأعوام الأربعة القادمة؟!
بداية ونحن ننتظر التشكيل الوزاري الجديد وتعيينات مجلس الشورى لتكتمل تركيبة المجلس الوطني، نأمل أن تكون التغييرات على قدر الطموح، بوضع الصادق الأمين في المكان المناسب، بوضع الكفاءات والطاقات الوطنية في مواقع المسؤولية، بوضع من سيعمل لأجل الوطن والمواطن لا يعمل من أجل نفسه وكرسيه.
البداية عبر تهيئة الأرضية الصحيحة، وذلك بوضع الأدوات المؤهلة القادرة في المواقع المناسبة.
ثانياً لابد من تحديد الأولويات، وهنا إن كنا نتحدث عن الدولة فلن تخرج هذه الأولويات عن مطالبات وهموم الناس، فالمواطن مازال يصر في مطالبه أولاً على تحقيق الأمن وتطبيق القانون، ومن ثم تحسين وضعه المعيشي ورفع راتبه وتذليل الصعوبات للتحصل على الخدمات المتاحة على رأسها الخدمة الإسكانية، يريد محاربة الفساد ووقف هدر المفسدين والمتجاوزين مالياً، يريد ضمان مستقبل أبنائه بتعليم أفضل وصحة أرقى وفرص عمل مقبولة.
أما بالنسبة للنواب الجدد، فليس مقبولاً تساؤلهم عن «ماذا يريد المواطنون؟»، إذ شعاراتهم الانتخابية تضمنت أغلب هموم الناس، كما تضمنت وعوداً بحلها وتحريك ملفاتها العالقة، بالتالي العملية مرتبطة بتحديد الأولويات.
هنا ننصح النواب بأن يبدؤوا حراكاً فاعلاً على الفور، وألا يتلكؤوا في البدء، يبدأ هذا الحراك بتحديد أولويات المواطن وفتح الملفات على مصراعيها. يجب البدء بقضايا محورية وحساسة على رأسها الإسكان، وخاصة أن الحكومة بدأت تحريك الملف تحريكاً مؤثراً بعد توجيه سمو رئيس الوزراء حفظه الله بتفعيل فصل راتب الزوجين، بالتالي دور النواب الحرص على تطبيق وزارة الإسكان للأمر، إضافة لذلك حل مشكلة تكدس الطلبات والتأكيد على أحقية كل مواطن الاستفادة من الخدمة الإسكانية، والمطالبة بإعادة النظر في بعض الحالات التي ظلم أصحابها بسبب الاشتراط والمطالبة بإنصافهم ولو بأثر رجعي بالنسبة لتواريخ تقديم الطلبات أو الأسبقية.
مسألة رفع الرواتب، وعدم ربطها بالميزانية يجب أن يكون القرار فيها حاسماً لا يهتز، يجب أن يتوحد النواب على موقف، وألا يقبل أقلها النواب الثلاثون الجدد أن تتكرر عملية خذلان النواب السابقة للمواطنين وتحولهم لنواب على المواطن بدلاً أن يكونوا نواباً على الحكومة لأجل المواطن.
قضايا الأمن والسلم الأهلي وتطبيق القانون، توحيد مزايا التأمينات وإنصاف المتقاعدين خاصة من في القطاع الخاص، وتعزيز الخدمات المقدمة لكبار السن، والتصدي لأية محاولات لفرض رسوم دون نسيان وجوب العمل لإلغاء استقطاع الواحد بالمئة الذي مرر ظلماً بحق المواطن الذي لم يؤخذ رأيه.
رتبوا أولوياتكم، وابدؤوا بالأهم بالنسبة للناس، هناك متسع من الوقت على امتداد أربعة أعوام لحل كثير من المشاكل، لكن إن تمت بصورة عشوائية وبأسلوب الصراخ والكلام المرسل على عواهنه دون متابعة، أو إن اقتصرت على عمليات البروز الإعلامي في الجلسات الأسبوعية أو صفحات الجرائد، فإن أداءكم لن يكون أفضل ممن سبقوكم ولربما يكون مخيباً بنسبة أكبر.
دعــوا الفوضــى فــي الخــارج لتتعامل معها الدولة، وكنواب ابدؤوا على الفور العمل لأجل الناس، رتبوا صفوفكم، اسعوا لتوحيد كلمتكم، رتبوا الملفات حسب الأهمية ولا تنتقلوا لملف ثانٍ قبل أن تحسموا الأول.
نقول ذلك تصديقاً لما قاله كثير من النواب الواصلين حينما بدؤوا الدعاية الانتخابية بأنهم يريدون الوصول للبرلمان حتى يخدموا الناس. اجعلونا نصدقكم، ولا تخيبوا الظنون كما فعل غيركم.