هناك اليوم العديد من الملفات الوطنية الساخنة تنتظر الإخوة والأخوات من النواب، ومعهم ذات الكمية من الملفات المتعثرة في أروقة المجالس البلدية، ولهذا فإن العمل على حلحلة تلكم الملفات والقضايا يجب أن تكون من أولويات النواب والبلديين قبل التفكير بأي أمر آخر.
هناك الإسكان والصحة والتعليم والصناعة والتطوير والكثير من التشريعات المعطلة، وهناك أيضاً مشاكل الشوارع والحدائق والأسواق والمنتزهات والمنازل الآيلة للسقوط والسواحل، هناك فساد كبير كبير بحجم السماء ينتظر النواب على أبواب المجلس حتى قبل دخولهم، وهناك تقارير مجمدة من ديوان الرقابة المالية والإدارية تعج بالفضائح والفساد، في الوقت الذي كان الكثير من النواب السابقين يتكتمون على ما ورد فيها بطريقة مثيرة للجدل!
هذه أهم القضايا والملفات المفصلية التي تنتظر النواب على أحر من الجمر، وهي التي يجب مناقشتها ومتابعتها أكثر من التبريكات بالفوز أو الفرحة الغامرة بالانتصار على خصوم الأمس، أو القيام بأي عمل محبط بدأت تظهر ملامحه كعدم الرد على اتصالات الجمهور أو الصحافة، أو التفكير في بعض المظاهر التافهة من طرف بعضهم.
العمل الجاد والحرفي من طرف النواب والبلديين هو الذي يرتقبه الشارع البحريني من اليوم وصاعداً، فالنكسات النيابية السابقة لن تكون مقبولة لدى الناس لو تكررت من طرف الوجوه الجديدة، فمازالت في ذاكرة الجمهور بعض المواقف غير المشرفة والأخطاء الفاحشة التي ارتكبها غالبية النواب في دور الانعقاد الفائت حين صوتوا ضدهم في قرارات معيشية وحياتية كانت وما زالت في غاية الأهمية، وبعضهم كان أشد قسوة على الناس من أي جهة أخرى، ولهذا فإن من أولويات نواب هذا المجلس هو محو تلك الصورة السلبية من أذهان ناخبيهم، وذلك عبر تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب، ومن خلال الإصرار على تمرير الكثير من التشريعات والقوانين التي تحمي الناس من كل أشكال الفساد.
لعل من أهم القضايا الخطيرة والمهمة التي سيواجهها النواب، وربما من خلالها تنكشف مدى قدرتهم على مواجهة التحديات، هي مسألة تمرير موازنة الدولة، وهي العقبة التي فشل من كان قبلهم في الظفر بها، والتي بسببها سقط الكثير من النواب السابقين في اجتياز الانتخابات الأخيرة، لأن هذه القضية أثرت بصورة مباشرة على الجمهور وضغطت عليهم في معيشتهم ولقمة عيشهم.
لا نريد أن نستبق الأحداث أو أن نثرثر في النظريات والتوقعات القادمة، بل سنفتح المجال للزمن القادم كي يكشف لنا مدى قوة هؤلاء النواب ومدى قدرتهم على الصبر وتلبية احتياجات الناس بصناعة حزمة من التشريعات التي تحمي حقوقهم وطموحهم وكرامتهم ولقمة عيشهم، فهذا هو دور النائب الحقيقي، وما عدا ذلك من الاهتمام بسفاسف الأمور سيتحول النائب حينها إلى نائب «للعازة» فقط.