علاقة الزمالة والصداقة التي تربطني بالوزيرة السابقة لهيئة شؤون الإعلام سميرة رجب تجعلني آسف على خروجها من التشكيل الوزاري الجديد، خصوصاً وأنني أعرف أنها كانت تعمل ليل نهار وبإخلاص كي تطور وتضيف جديداً يخدم الإعلام. لكن بالتأكيد للقيادة الرشيدة تقديراتها ورؤيتها التي لا يمكن لعواطفنا أن تتدخل فيها، وبالتأكيد كان لسميرة أخطاؤها؛ فمن يعمل لا بد أن يخطئ.
آخرون غيري عبروا عن أسفهم لخروج سميرة رجب من الوزارة ورأوا أنه ربما كان الأفضل إعطاؤها فرصة إضافية كي تثبت قدراتها لنرى نتاج الخطط التي اعتمدتها للتطوير، يقابلهم آخرون عبروا عن فرحتهم بهذا الخروج، أولئك هم الذين كانت تصريحات وآراء ومواقف سميرة رجب تزعجهم وتعريهم، وأعني بهم «المعارضة» التي كانت تعاني كثيراً كلما قرأت أو سمعت تصريحاتها وردودها.
في كل الأحوال تظل سميرة رجب مثالاً للمرأة البحرينية التي همها الوطن، والجميع يشهد أنها وضعت كل الاعتبارات جانباً وآثرت الوطن عليها.
لست على اطلاع بتفاصيل «المؤامرات» التي حيكت ضد رجب عندما كانت وزيرة، وهو ما لمحت به في مقالها الأول بعد عودتها إلى حضن صاحبة الجلالة، ولكنني أرى كيف بدأت تحاك المؤامرات ضد الوزيرة الجديدة للتنمية الاجتماعية فائقة الصالح، فمنذ اليوم الأول الذي تم فيه تداول اسمها ضمن قائمة الأشخاص المحتمل دخولهم الحكومة الجديدة بدأ البعض في مهاجمتها، فتم استخراج مقابلة مفبركة كان قد تم نشرها قبل نحو عامين في أحد المواقع الإلكترونية المشبوهة تضمنت آراء سالبة في حق البحرين وقيادتها.
ولأنني على معرفة جيدة بالوزيرة عندما كنا نعمل معاً بوزارة التربية والتعليم استغربت من ذلك ورفضته، وكتبت حينها مقالاً يبين من هي فائقة الصالح، فلا يمكن لامرأة ظلت طوال الفترة التي عملت فيها إدارية ومعنية بالتطوير تملأ يومها كله بالعمل، ولم يحدث قط أن تحدثت في أمور السياسة، أن تصرح بمثل تلك التصريحات، خصوصاً وأنها كانت حين ذاك في القاهرة بصفة سفيرة وتشغل منصب الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أي أنها كانت تشغل منصباً رسمياً تمثل به مملكة البحرين.
هذا الذي يحدث كلما تم منح الثقة لأحدنا ينبغي أن يتوقف، فللقيادة نظرتها وتقديراتها المبنية على معلومات دقيقة وملاحظات، أي أن القيادة لا تمنح الثقة لأحد إلا إن كانت بالفعل تثق فيه وفي قدراته وإلا تكون قد تسببت في إحراج نفسها. هذا لا يعني أن خروج من منحته الثقة في التشكيل التالي قد فقد ثقة القيادة فيه حيث التغيير سنة الحياة وحيث المرحلة وطبيعتها تفرضان إحداث تغييرات معينة تقدر القيادة أنها أكثر قدرة على خدمة الوطن.
في السياق نفسه، بدأت ماكينة أخرى تعمل ضد الزميلة سوسن الشاعر، فمنذ أن حظي ابنها بسام بثقة صاحب الجلالة وتم تعيينه عضواً بمجلس الشورى لم يتوقف البعض عن إظهار ما في قلبه من حقد على أم بسام، فاهتم بنشر فكرة أن تعيين بسام كان بمثابة مكافأة من الدولة لوالدته وتعبيراً عن الرضا عنها وعن مواقفها. هذا البعض للأسف يقول وينشر ما يريد من دون أن يعرف شخص بسام ومقدار علمه وتجربته وخبراته ونجاحاته، ولا ينظر أبداً إلى مسألة توجه الدولة الملحوظ في إعطاء الفرصة للشباب كي يتكاملوا مع الكبار من ذوي الخبرة الطويلة والتجربة المتميزة، فكل ما يشغل تفكيره هو موقفه السالب من الزميلة سوسن الشاعر التي لا يختلف اثنان على أنها تستحق كل خير وانتظر محبوها أن تحصل هي على منصب تخدم من خلاله هذا الوطن الذي أحبته، مثلما أحبته سميرة رجب وفائقة الصالح وكل المخلصين.