هذه السنة يأتي العيد الوطني وقد حققت البحرين أكبر انتصاراتها على الإطلاق، ويحق لها أن تحتفل ليس ككل المرات، يأتي العيد والقوات الخليجية الأمنية تتشكل والإنتربول الخليجي يتشكل والقوات البحرية المشتركة تتشكل ومركزها البحرين، فيأتي العيد هذه السنة والبحرين تشعر بين أشقائها أنها أكبر وأعز وأقوى تشعر بينهم بالعز والفخر والأمان كشعور الأخت المدللة التي يفزع لها أشقاؤها حين يمس أحد طرف ثوبها الطاهر.
يأتي العيد هذه السنة والمجتمع الدولي أقر للبحرين بخطئه وقدم لها اعتذاراته عبر مباركته للانتخابات النيابية والبلدية التي كانت مؤشراً على شرعية الحكم وشرعية نظامه السياسي وشرعية ميثاقه ودستوره، يأتي العيد والمجتمع الدولي اكتشف بعد معركة شرسة حقيقة الأوضاع في البحرين فلأول مرة يرون أن في البحرين (أطيافاً متعددة متجانسة متعايشة مع بعضها) كما جاء في وصف الكتلة الانتخابية وليست البحرين كما كانوا يذكرونها في تقاريرهم (جزيرة أغلبيتها شيعية وتحكمها أقلية سنية).
البحرين بهذه الانتصارات أعادت تموضعها بين دول العالم دولة عربية مستقلة ذات سيادة وبها نظام دستوري أقر بميثاق وتثبت عبر أربعة فصول تشريعية دون توقف ودون انقطاع، دولة ضمن اتحاد خليجي قائم على أرض الواقع لا يحتاج إلا إلى الإعلان عنه ودولة ضمن حلف عربي قوي سالت دماء أشقائه على أرضها دفاعاً عن عروبتها وسيادتها وأمنها واستقرارها.
يأتي هذا العيد وبيانات الإشادة والجوائز تتوالى على منظومتها السياسية والحقوقية وقطعت بذلك شوطاً فاق جميع الدول الإقليمية لترد على سيل المغالطات والمبالغات والكذب الذي نقل لها لخدمة أغراض سياسية ومشروع إيراني قميء.
يأتي هذا العيد متزامناً مع يوم الشرطة تلك المؤسسة التي قدم منتسبوها أكبر التضحيات لتصل البحرين إلى ما وصلت إليه، فالعيد عيدان هذه السنة ويحق لها أن تحتفل بالاثنين.
يأتي هذا العيد وسنة البحرين وشيعتها قد كسروا حاجز الطائفية يوم 22 نوفمبر الذي بناه أصحاب المعسكرين (اليزيدي والحسيني) وتعالت أصوات الشيعة المستقلين لتحطم حاجز الصمت وتتوالى بعدها صرخات التحرر.
نعم ما زال لدينا الكثير لنفعله على كل صعيد، على صعيد عودة اللحمة الوطنية وعودة الازدهار الاقتصادي ورفع مستوى دخل البحرين وتعزيز المنظومة الحقوقية لكن نستحق أن نحتفل بما أنجزناه، فلقد تعاملنا بشكل متميز وذكي ويستحق أن يدرس كنموذج لكيفية خروجنا من عنق الزجاجة، يستحق هذا الشعب الذي وقف وتصدى في 21 فبراير 2011 ووقف في 22 نوفمبر 2014 لأكبر خطر تعرضت له البحرين يحتفل بنصره.
وأخيراً يحق لهذا القائد الذي قاد هذه السفينة بجدارة وسط موج ربيعي متلاطم أطاح بأكبر السفن وأكثرها قوة ومنعة، قادها باقتدار وبحنكة وبطول صبر وأناة وجنبها العديد من الصدمات حتى أوصلها لبر الأمان، يحق لنا وله أن نحتفل بيوم جلوسه وتسلمه مقاليد الحكم.
لهذا كله، عيدج السنة غير يا بحرين.