أعجبني جداً التصريح الذي أدلى به المدرب الوطني المتطور عيسى السعدون يوم أمس وما تضمنه من عبارات كشفت عن المعدن الأصيل لهذا المدرب وحبه للوطن دون الالتفات إلى المسميات والمناصب وهو بذلك يضع حداً لكل الأطروحات التي ذهبت في الاتجاه المعاكس وكانت تبحث عن الشكليات والمسميات المظهرية على حساب جوهر المهنة التدريبية!
أياً كان المسمى الوظيفي للمدربين الوطنيين مريان عيد وعيسى السعدون سيظلان بمثابة العينين في الرأس الواحد طالما أن الهدف واحد وهو خدمة الكرة البحرينية من بوابة المنتخب الوطني، وطالما أن كليهما مقتنع بهذا المبدأ ومؤمن به وطالما أن لدى كليهما الثقة العالية بالنفس، أما المسميات فتبقى مجرد شكليات لا تؤخر ولا تقدم!
انظروا إلى الجهاز الفني للمنتخب البرازيلي -وهو أعظم منتخب عالمي- ستجدون مدربين مخضرمين صالوا وجالوا في ملاعب العالم وحققوا أكبر الإنجازات يجلسون في خانة المساعدين أو الاستشاريين لمدربين يقلون عنهم مكانة وخبرة!
هل سمعتم أو قرأتم في يوم من الأيام عن تذمر هؤلاء المخضرمين لمجرد اختيارهم كمساعدين أو مستشارين؟!
لم نسمع ولم نقرأ مثل هذه العبارات التي سمعناها وقرأناها بعد استعانة اتحاد الكرة بالمدرب الوطني المتطور عيسى السعدون ليكون إلى جانب زميله مريان عيد في مهمة قيادة الأحمر البحريني في نهائيات كأس أمم آسيا التي ستنطلق بعد أقل من شهر في أستراليا!
هاهو اتحاد الكرة يمنح المدرب الوطني فرصة ثمينة له لإبراز قدراته وإثبات وجوده على النطاق الخارجي بعد أن تعددت نجاحاته داخلياً وعلينا جميعاً دعم هذا التوجه -حتى وإن كان لفترة مؤقتة- على اعتبار أن الدعم المعنوي يعد عنصراً من عناصر نجاح العمل الفني وهذا ما نتطلع إليه في المرحلة المقبلة.
مريان عيد وعيسى السعدون بدآ المهمة وعلينا أن ندعم توجهاتهما دون الالتفات إلى من هو المدرب ومن هو المساعد لأنه -كما أسلفت- هذه مجرد شكليات لا دخل لها في جوهر العلاقة المهنية بين الاثنين، فمنذ التدريب الأول للطاقم الفني الجديد الذي انضم إليه مدرب برازيلي متخصص في الإعداد البدني اتضحت الجدية المطلوبة لخوض نهائيات أمم آسيا من خلال القائمة التي اختارها الطاقم الفني وشهدت عودة المحترفين فوزي عايش وجيسي جون وعبدالله عمر واستدعاء عناصر محلية كانت متألقة في الجولات الماضية من الدوري المحلي من أجل أن تتسع مساحة الاختيار النهائي.
شخصياً -مازلت متمسكاً بالمثل القائل: «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه» لذلك لا أود أن أحمل المنتخب أكثر من قدراته وإمكاناته في الاستحقاق الآسيوي ولكنني مؤمن بمشروعية المنافسة الرياضية وأن الفيصل في هذه المنافسة هو الملعب وأن بإمكان منتخبنا أن يتجاوز الدور الأول إذا ما تسلح بالثقة والإصرار والعزيمة كما فعل قبل عشر سنوات في الصين حين فاجأ الجميع واحتل المركز الرابع وكان بإمكانه الذهاب إلى أبعد من ذلك آنذاك لولا بعض الأخطاء الفردية الواردة في عالم كرة القدم.