كصحافة مررنا بتجارب عديدة
مع صاحب السمو كان فيها لنا الداعم الأكبر والحامي الدائم لحرية الكلمة والتعبير



هذه دعوة مباشرة وصريحة لجميع أعضاء مجلس النواب الثلاثين الجدد والعشرة القدامى، دعوة واضحة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله ورعاه- بأن يبدؤوا تحركهم وعملهم الجاد في خدمة الوطن والمواطن، وألا يتهاونوا تجاه أي تقصير أو تقويم لعمل القطاعات الرسمية.
هنا لا عذر أبداً أمام النواب، فحينما يقول لهم رئيس الحكومة بالنص: «اسألوا وزرائي وأنا سأكون أول الداعمين لكم في ممارسة دوركم الرقابي والتشريعي»، عليهم من فورهم أن يبدؤوا إعداد خطة عملهم بشأن التدقيق على أداء قطاعات الحكومة، إضافة إلى تحديد الأسئلة الهامة التي تمس هموم الشعب البحريني وترتبط بمطالبه لتوجه إلى الوزراء الذين يجب عليهم إجابتها باستيفاء ووضوح وشفافية.
أكثر من هذا الدعم ماذا يريده النائب؟! أكثر من كلام مباشر من رئيس الحكومة بأن اعملوا وأنا شخصياً أول داعم لكم؟! وكلنا نعرف حجم الثقة التي يكنها الجميع لرجل بحكمة وعطاء وتاريخ الأمير خليفة بن سلمان.
نحن كصحافة مررنا بتجارب عديدة مع صاحب السمو كان فيها لنا الداعم الأكبر والحامي الدائم لحرية الكلمة والتعبير. قالها لنا ذات مرة «انتقدوا خليفة بن سلمان.. لكن لا تسيئوا للوطن»، فكانت هذه الجملة سلاحاً قوياً فعالاً، إلى جانب أسلحة الصحافة وكتاب الرأي، بحيث لم يحاول كثير من المسؤولين أن يحجموا من دور الصحافة أو يخنقوا صوتها، ومن حاول فعل ذلك كان بالفعل الأمير خليفة بن سلمان أول داعم للصحافة.
شخصياً عايشت ذلك بكل صراحة، نكتب بكل قوة وصراحة، ننتقد حتى وزارات الدولة في عملها، فلا نجد الاستياء أو الامتعاض من سمو رئيس الوزراء، بل نجد كل الشكر والتقدير والمحبة منه، والامتنان على أننا نعمل بحس وطني لبيان الأخطاء حتى ينتبه المسؤولون المعنيون ويعملوا بإخلاص وجد على حلها، وهو بنفسه -سمو الأمير- كان أول المتفاعلين دائماً مع عديد من القضايا التي طرحتها الصحافة إما بمباشرتها بنفسه وإصدار التوجيهات لمزيد من التقصي والتعامل معها، أو عبر توجيه الجهات المعنية من وزارات أو قطاعات لأخذها على محمل الجد وحلها على الفور.
نكتب ذلك لننبه السادة النواب بالأخص الجدد منهم، وبعضهم ربما يتشرف بلقاء الأمير خليفة بن سلمان للمرة الأولى، بأن هذا الرجل الحكيم لا تصدر منه أقوال بمعزل عن الأفعال، وعليه حينما يدعوهم لممارسة دورهم الرقابي والتشريعي فإنكم يا نواب يجب أن تكونوا على ثقة بأن خليفة بن سلمان سيكون معكم، داعماً وسنداً لكم لا عليكم، بل لن يقبل بأن يخل وزير ما بواجباته أو أن يتقاعس عن التعاون مع مجلس النواب. هذا رجل رفيع القامة بأفعاله الوطنية وبحسه وحبه تجاه البحرين، وكلامه سلاح بيدكم يا نواب تجاه أي وزير يحاول أن يخل بواجباته وأن يقصر في تعاونه معكم.
نأمل بعد هذا أن نرى بالفعل حراكاً نيابياً فاعلاً عبر توجيه الأسئلة الهامة ذات الأولوية القصوى بالنسبة للمواطن. لا تضيعوا هذه الأداة في أسئلة تتعلق بقشور أو أمور هامشية، بل سخروها لأجل تحقيق ما يريده الناس ولأجل إصلاح أي خلل ترصدونه من خلال دوركم الرقابي. إن كان من مسؤول يخل بواجباته، إن كان من وزير لا يعمل بطريقة تخدم البحرين، استخدموا أدواتكم الدستورية المتاحة في السؤال والاستجواب وحتى طرح الثقة.
شكراً لسمو رئيس الوزراء حفظه الله وأمده بالعمر المديد والصحة الدائمة، دائماً ما يكون كلامه قريباً من قلب المواطن البحريني، نابعاً من همه، ومبنياً على ما يريده الناس.
الكرة الآن في ملعبكم يا نواب، وللسادة الوزراء نقول، رجاء تعاونوا مع المجلس النيابي، وقبل ذلك رجاء أصلحوا أي خلل موجود في وزاراتكم واجعلوا هدفكم في عملكم المواطن وحل مشاكله وهمومه.
اتجاه معاكس..
نقطة مهمة يجب استرعاء انتباه النواب لها، قلناها مراراً وكتبناها حتى تعبنا، والحمد لله فإن سمو رئيس الوزراء هاجسه هو هاجس الناس نفسه. ذكركم خليفة بن سلمان بضرورة «تنفيذ القانون ومتابعة توصيات المجلس الوطني التي أجمع عليها شعب البحرين».
وهنا نكرر ونقول بأن هناك مازالت ثلاث توصيات لم تطبق بعد بشأن التعامل القانوني مع عمليات التحريض والتخريب والاعتداء على الأمن المجتمعي، مازالت لم تطبق منذ عامين.
وعليه وجهوا اسئلتكم النيابية دون تعطيل للمعنيين على تطبيق القانون، ما الذي أخرهم طوال هذه المدة، ولماذا لم يطبقوا التوصيات التي لو طبقت لما وصلت وتيرة الإرهاب ونسبة التحريض إلى ما هي عليه اليوم.