يحق للبحرين أن تفخر بأعيادها الوطنية المجيدة وهي التي لم تنحن للأنواء ولم تنكسر أمام العواصف. ظلت رغم كل الظروف مخلصة لقيم الآباء المؤسسين في «التعايش والمحبة والتسامح» منذ 231 عاماً. لا مكان فيها للطائفية أو التمييز بين الأديان. ليست شعارات ترفع بل سلوك يومي أكده جلالة الملك المفدى أمس مرتين في كلمته الاحتفالية السامية.
طيلة 15 عاماً استمرت البحرين تقبض على نهجها الجديد وصولاً إلى مشروعها الإصلاحي كالقابض على الجمر، بلد الحرية والديمقراطية والمؤسسات، لا روافع لنمائها إلا بما ارتضيناه جميعاً من ميثاق مؤسس ودستور حافظ. ولذلك كانت الانتخابات الأخيرة مرحلة فاصلة عبّر فيها الجميع عن ولائهم ووفائهم «للوطن والدستور» كما قال جلالة الملك.
البحرين كاملة الاستقلال والإرادة، هي بحريننا جميعاً، وأي ضرر يصيبها، يصيبنا جميعاً، بل ويصيب مجالنا الحيوي الخليجي وحضننا الحصين الذي نسعى دائماً لأن يكون قوياً موحداً، لا تنال منه الاختلافات بقدر ما تؤسس لمراحل جديدة من العمل الفاعل باتجاه الهدف الأسمى، وهذا ما حققناه جميعاً في القمة الخليجية الأخيرة.
يليق بالبحرين أن تحتفل هذا العام احتفالاً مختلفاً، ويحق لها أن تعلن شكرها بصوت عالٍ يسمعه العالم أجمع، شكراً لا رياء فيه ودون أي مبالغة، للأب الذي حفظ للمملكة روحها الجامعة وسط أمواج متلاطمة، وعبر بها إلى مرحلة بناء جديد نشهدها جميعاً اليوم. فشكراً جلالة الملك، وشكراً للجنود الساهرين أبداً على حماية أمننا واستقلالنا. ودامت مملكة البحرين عربية إسلامية حرة.