يمتلك وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة قدرة غير عادية على التكثيف والاختصار يستفيد منها كثيراً في لقاءاته وحواراته مع الآخرين، وهو ينتهج النهج ذاته في كلماته الرسمية التي يحرص بالابتعاد فيها عن الإنشاء والكلام المنمق الذي لا يوصل إلى النقطة المنشودة مباشرة، ويعتمد بدلاً عن ذلك الوضوح والصراحة.
في كلمته التي ألقاها خلال حضوره الاحتفال الذي أقيم يوم الرابع عشر من ديسمبر بمناسبة يوم الشرطة؛ لخص ما يريد توصيله في جمل قصيرة؛ أثنى على الشرطة فقال إنكم أظهرتم مسؤولية في مواجهة مختلف الأحداث واحتواء المواقف، وأرجع سبب ذلك إلى تمسكهم بموقف الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، وأشار إلى أن نجاح الانتخابات النيابية والبلدية سببه تفوق الوطنية على الطائفية وتفوق الاعتدال على التطرف، وشدد على أن إنفاذ القانون هو أهم وسائل تحقيق الاستقرار الوطني أمام من يسعى إلى عرقلة المسيرة المباركة تحت مسميات السياسة المتطرفة أو باسم الحرية.
نقاط أخرى تطرق إليها الوزير قدمها أيضاً بعد تكثيفها، من ذلك إشارته إلى جهود الرواد الأوائل الذين خدموا في الداخلية والنموذج الذي قدموه، وإدانته الأفعال الآثمة والأيادي الغادرة التي استهدفت حياة الشرطة وآخرها تلك التي أودت بحياة العريف علي الزريقات، وبيان أهمية الأمن ووصفه بالنعمة التي تستحق والساهرين عليها الشكر.
نقطة مهمة أخرى أشار إليها باختصار هي النقلة النوعية في الأداء الأمني في ظل الحياة الديمقراطية، فقال إن الشرطة حققت نجاحاً أمنياً في ظل نشاط سياسي غير مسبوق مع بداية المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
بهذه البساطة أوصل وزير الداخلية ما أراد توصيله من حقائق ومعلومات إلى الشرطة والمواطنين؛ شكر الشرطة على أدائهم المتميز وإخلاصهم وحيا المواطنين على تفهمهم وتعاونهم وأوضح أن كل هذا يصب في صالح الأمن الذي تتطلبه المسيرة الديمقراطية ويتطلبه المشروع الإصلاحي الذي جاء لينقل البحرين إلى مرحلة تكون فيها نموذجاً يحتذى.
كلام طيب قاله الشيخ راشد بن عبدالله في لقائه مع الشرطة في يوم الشرطة أشعرهم بالراحة والاطمئنان ليتمكنوا بدورهم من إشعار الناس بالراحة والاطمئنان فهذا دورهم وواجبهم، ومن غيره يفتقد الناس الأمان الذي للأسف تبين أن بيننا من لا يعرف قيمته فيعيق عمل الشرطة بدل أن يعين ويسهل عليهم أداء مهامهم التي يعود خيرها عليه وعلى أبنائه وعلى الوطن.
المثير في يوم الشرطة الذي يأتي مع احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس صاحب الجلالة الملك أنه جاء هذا العام مباشرة بعد أن لمس الناس جميعاً أهمية الأمن ودور الشرطي الذي برز أيام الانتخابات النيابية والبلدية وكانا سبباً في نجاحها، الأمر الذي وفر مثالاً عملياً لا يقابل إلا بالثناء والتقدير من الجميع، فلولا الشرطة وإخلاصهم في عملهم لما شعر الناس بالأمان في يوم الانتخابات، ولما انتهت هذه الممارسة الديمقراطية بالكيفية التي انتهت عليه، حيث لم يتمكن ذلك البعض الذي أزعجه قرار عقد الانتخابات في موعدها من تنفيذ ما توعد به من عمليات تخريب بغية إفشال هذا المثال والمتاجرة بذلك إعلامياً عبر المنظمات التي ترفع لافتات حقوق الإنسان وعبر الفضائيات السوسة التي تساند كل ممارسة ضد البحرين.
جهود غير عادية تبذلها الشرطة بغية توفير الأمن للجميع، لا يقدرها أولئك الذين لا يستطيعون التنفس في الأجواء الآمنة، والذين يؤذيهم تطور هذا الجهاز الذي أوجد ليحميهم هم أيضاً ويوفر لهم الإحساس بالأمان والراحة والاطمئنان.
إن فرصة يوفرها ذلك البعض لعقله كي يمارس دوره كفيلة بتغيير نظرته إلى الشرطة ودورها ومعرفة أن ثناء وزير الداخلية عليها تستحقه بل هو قليل في حقها.