منذ أحداث البحرين 2011 إلى يومنا هذا، ماذا قدمت كل من القوى السياسية ومن ذهب ولازم دوار مجلس التعاون «تقاطع الفاروق» للبحرين، بعد أيام طوال في خيام الدوار؟ وهل حافظ بعدها الراديكاليون على الوطن ومكتسباته؟ وفي أي منعطف كان يقبع الإرهاب من خيامهم؟ وأي ثياب كان يلبس؟
أربع سنوات تقريباً، منذ الخيانة الكبرى على البحرين ومحاولة فاشلة -ولله الحمد- لتسليم البحرين لإيران، ومازالت القوى السياسية تكابر بأنهم ينتهجون النهج السلمي مع الحكومة في التعبير عن حقوقهم السياسية والمدنية، ويؤدون دور الحمل الوديع الذي أخذ قسراً إلى المسلخ، وأنهم حمام سلام يحمل رسائل الخير للجميع، فالسنوات تمضي ولا دليل قاطعاً يبين حسن نواياهم للحكومة وبأنهم معارضة حقيقية من أجل مصلحة الوطن والمواطن، وبأنهم يؤدون دور المراقب على أداء الحكومة، وليس اصطياد عثراتها لانتهاك حقوقها عند المنظمات الدولية، والإشهار بها في كل محفل من أجل إسقاط نظمها، فكل يوم يزدادون لؤماً من أجل الإطاحة بالبحرين بجميع مقوماتها ومكوناتها.
فماذا حصدت البحرين منذ 2011 إلى هذا اليوم، بعد أن احتشدت الجموع في دوار مجلس التعاون؟ وما دور قوى المعارضة في الإرهاب وفي فتق النسيج الوطني وزرع الفتنة، وما آلت إليها البحرين من تداعيات سياسية سلبية، وحراك سياسي إرهابي في محاولة لإسقاط كل ما هو بحريني؟ فالمعارضة في كل مرة تحاول أن تخلق أزمة تتوارى خلفها وتناضل بكل أدواتها حتى وإن كانت ملتوية، فانسحاب المعارضة من حوار التوافق الوطني كان بسبب يقينها بأن الحوار ناجح، وأنه سيجني ثماره من خلال الحلول التي سترضي جميع الأطراف والأطياف، وهذا يؤكد على أن التوافق الوطني ليس من ضمن أجندتها، وأن مقاطعة الانتخابات هي المخرج السليم للاستمرار في السخط على الحكومة. ما تسعى إليه المعارضة هو فرض الرقابة الدولية على البحرين، وجعل هذه الدول وصية عليها، أي أن تكون البحرين تحت المجهر الدولي، محسوبة في تحركاتها، بمعنى آخر طريقة أسهل للانقضاض عليها.
بعد خيام الدوار، بانت آثار التداعيات الاستراتيجية لقوى المعارضة، منها تكوين قاعدة إرهابية شبابية، وتظليلهم وجرهم إلى الهلاك بفحوى من الحماس الشبابي الأعمى المقيد لرغبات هذه القوى، أيضاً إدخال وبث الروح الطائفية بين مكونات المجتمع، وإفشاء العنصرية الطائفية، وتفجير الحروب الأهلية بين النسيج الواحد، كذلك الإطاحة باقتصاد البلد من خلال جعل المستثمرين يهربون عن الاستثمار في البحرين، وخلق أزمة مالية تشل حركة البحرين والانتعاش الاقتصادي، كما تقوم هذه القوى بجر البحرين إلى الأمية من خلال عدم استثمار طاقات الشباب إلا في الإرهاب، والتركيز على حرق وتحطيم وتكسير المدارس المختلفة، ليكونوا بعدها شباباً جاهلاً مسيراً لأهواء الإرهاب، أيضاً غرس روح العداوة والإرهاب وكراهية النظام لدى الأطفال من خلال تشجيعهم لمشاهدة وممارسة الإرهاب ودمجهم مع ما يقوم به الكبار من أجل إسقاط النظام، أما الرداء الديني فكان واضحاً، في كل مرة تسعى هذه القوى لخلق أزمة مع الوطن، فباسم الدين يرهب الناس ويعم الفساد، وباسم الدين تقاطع الانتخابات، وباسم الدين يقتل الأبرياء، وباسم الدين يباح للقوى السياسية أن تستتر من أجل أجندتها الشيطانية من أجل محو البحرين من خارطة العالم.
فبعد 2011 لم تحصد البحرين حمام السلام الذي أطلقته الحشود في الدوار، ولم تحصد الورود الجميلة التي أخفيت وراءها الأسلحة البيضاء، ومازال العالم بعد ذلك، لم يقتنع بأن ما تقوم به قوى المعارضة هو من أجل البحرين، ومازالت هذه القوى تكابر بأنها معارضة حقيقة وليست سكيناً في خاصرة الوطن.