عندما ينظر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان في عينيك مباشرة، ويقول لك «شكراً»، وهو يشد بيده على يدك، فتيقن أنه لا يقولها إلا لأنك تستحقها، فسموه لا يقولها اعتباطاً ولا مجاملة، وهو إن قالها فإنه يعنيها ويريد أن يقول لك إنك كمواطن قد قمت بعمل تستحق أن يدون في سجلك الوطني وتفخر به.
في لقاء سموه الخميس الماضي بقصر القضيبية، والذي جمعه برؤساء تحرير الصحف المحلية، وكتاب الأعمدة، بدأ حديثه بعبارة «شكراً لكم»، ثم كررها خلال اللقاء الذي استمر نحو ساعتين عدة مرات، ما يعني أنه كان مرتاحاً جداً من أداء الصحافة خلال الفترة الماضية وعلى الخصوص الفترة التي سبقت الانتخابات النيابية والبلدية والتي حاول البعض تخريبها، ويعني أيضاً أنه يتوقع من الصحافة دوراً في حماية الوطن من عبث العابثين في المقبل من الأيام.
كلمة لا يزيد عدد أحرفها عن أربعة، لكنها كما البلسم، تنسي العاملين في مهنة المتاعب كل متاعبهم، ويكفيهم أنها تقال لهم من قائد يعرف ما يقول، ويعرف كل العاملين في الصحافة والإعلام ويقدرهم ويثمن وطنيتهم.
في ذلك اللقاء الحميمي الذي استمع فيه إلى العديد من الملاحظات على أداء بعض الوزراء وقلة تجاوبهم مع الصحافة، أكد «أهمية تواصل الحكومة مع مجلس النواب»، وأنه «وجه الوزراء إلى التعاون مع النواب وتسهيل أمورهم، وتواصل الحكومة مع الصحافة والإعلام». تعاون حكومي مع رافعتين مهمتين من دونهما يصعب على الحكومة أن تنفذ خططها ومشاريعها. ولهذا – قال سموه – حرصت أن يكون لقائي التالي مباشرة بعد زيارتي لمجلس النواب معكم»، فهذه الأطراف الثلاثة «الحكومة والنواب والصحافة» لا يمكن لواحدها أن يعمل في معزل عن الآخر وكلها تكمل بعضها.
إلى جانب عبارات الشكر، كرر سموه عبارة بدت لافتة، قال «اليوم.. في المرحلة الجديدة.. نتطلع إلى كذا وكذا»، وهو ما يعني أن لدى الحكومة من الخطط والمشروعات ما سينقل البحرين إلى آفاق أرحب ويحررها من القيود التي سعى البعض إلى تقييدها بها، فافتعل المواجهات ودخل في ملفات صغيرة، يمكن حلها في جلسة ودية، فسموه بهذه العبارة يبشر بجديد سيغير وجه البحرين والمستقبل، وأكد هذا التوجه بالكشف عن أن برنامج الحكومة الذي سيعرض الشهر المقبل على النواب أعد بإشراف سمو ولي العهد.
مشروعات اقتصادية؟ بالتأكيد نعم، لكن سموه نبه إلى أن الأهم وما له الأولوية هو الأمن والاستقرار، فمن دون توفر الأمن لا يمكن للاقتصاد أن ينتعش ويقوى. وحسب تعبير سموه «ما يهمني هو سلامة هذا البلد.. الأمن بالدرجة الأولى ثم قاعدة اقتصادية قوية».
سمو رئيس الوزراء نبه إلى أن «المرحلة التي نمر بها تستدعي الوقوف صفاً واحداً»، ولكنه أوضح أن «هذا لا يعني السماح للأخطاء أن تستمر»، فطالب الحاضرين «بممارسة دورهم في النقد»، نقد الوزراء جميعا، وصولاً إلى سموه، حيث أكد أنه «ليس فوق النقد وأن صدره لا يضيق به، بل على العكس ينير له الطريق كي يوقف الخطأ ويضمن عدم تكراره».
سموه قال أيضاً إنه «لا أحد معصوم من الخطأ»، وأنه لهذا «اعتمد سياسة الشكر والمحاسبة». الشكر لمن أحسن وأجاد وخدم بإخلاص وحقق مفيداً للوطن، والمحاسبة للمقصر أياً كان، وأنه هنا يأتي دور الصحافة التي مهمتها رصد الأخطاء والتنبيه إليها كي تتخذ فيها الدولة القرارات المناسبة.
إضافة إلى عبارات الشكر والامتنان أكد سمو رئيس الوزراء على أن «بابه مفتوح للصحافة وأنه وجه الوزراء إلى فتح أبوابهم دائماً».