بكل أسف يحاول البعض استغلال مصطلح «الوطنية» وتحويله إلى بعبع يطلقه في وجه كل من يحاول التصدي للسلبيات وانتقاد الأخطاء في محاولة رخيصة لكسب تعاطف الآخرين واصطفافهم ضد أصحاب الرأي الحر في إعلامنا الرياضي!
حتى لو افترضنا جدلاً أن الكاتب لم يكن دقيقاً في طرحه فإن الأمر لايستدعي الخروج عن النص المهني في الرد والتوضيح ليصل إلى الطعن في وطنية الكاتب طالما أن أصل النقد لم يصل إلى المساس بكرامة ووطنية من طالهم هذا النقد!
نحن نتحدث هنا عن قضايا رياضية صرفة لا علاقة لها مطلقاً بكرامة ووطنية الشخوص بقدر ماهي مرتبطه بالأداء الإداري والفني الذي لا يخلو من القصور والنواقص ويستوجب الإصلاح من خلال النقد الإعلامي البناء الذي يتطلب صدوراً رحبة ممن قبلوا الانخراط في العمل الرياضي التطوعي ليتحولوا إلى شخصيات عامة معرضة للنقد حالهم حال كل مسؤول في الدولة.
ولعلكم قرأتم ما صرح به قمة الهرم الحكومي في المملكة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في لقائه الأخير برؤساء تحرير الصحف المحلية وكتاب الأعمدة السياسية حين وجههم إلى أهمية النقد البناء وأن سموه أول من يؤيد هذا النقد ويتقبله بصدر رحب.
رجاء، لا تجعلوا الوطنية بعبعاً للتقليل من أهمية النقد في المجال الرياضي، فنحن اليوم أحوج إلى هذا النقد من أي وقت مضى لأننا نعاني من العديد من مواطن الضعف في منظومتنا الرياضية ولا بد أن يكون الإعلام الرياضي شريكاً إيجابياً في علاج هذا الضعف عن طريق النقد البناء القائم على الصراحة لا على النفاق والمجاملة التي يراد من ورائها التكسب الشخصي والتسلق على ظهور الآخرين!
الرياضة هي الفضاء الرحب الذي يتسع لمساحات كبيرة من النقد ولا يجوز تقليص هذه المساحة وتضييق الخناق على كل من ينتهج الأمانة المهنية في نقل الحقائق إلى أن يصل الأمر إلى الطعن والتشكيك في وطنيتهم في الوقت الذي ترحب فيه القيادة بالنقد والانفتاح الإعلامي تجسيداً للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.
لم يبق أمامي إلا أن أحيي كل من يمتلك الجرأة في أداء مهنته متمنياً استمرارهم على هذا النهج كما أتمنى من الأطراف الأخرى تقبل النقد البناء بصدر رحب وألا تؤخذ الأمور مآخذ شخصية وألا يكرروا شكوكهم في وطنية من ينتقدهم فالوطنية لا تباع ولا تشترى!