ها نحن بدأنا نسلك أولى دروب الحسم في أزمتنا التي استمرت قرابة السنوات الأربع العجاف، ونطبق القانون ونضرب الإرهاب بيد من حديد، وللإنصاف وللتاريخ، نذكر أن العبد لله كاتب هذه السطور، قد جف حلقه وتدلى بلعومه ونبت شوك مدبب على لسانه، من كثر ما نادي وترجى وتوسل الدولة أن تفعل ما فعلته اليوم منذ أربع سنوات..
المشكلة أننا ننسى وفي أوقات بائسة كهذه نحتاج إلى التذكير بما قلناه من قبل، لأننا ببساطة دائماً ما نعيد قراءة التاريخ دون أن نتعلم من أخطائه.
إذاً وأخيراً يطبق القانون على أمين عام الوفاق بـ9 تهم لاشك فيها، أقل تهمه تودعه السجن فلا يخرج منه إلا بعد ربع قرن.. إلا إذا! وأعيد وأكرر.. إلا إذا!.. ويا خوفي من إلا إذا.. هل تتوقع إلا إذا؟
لكن دعنا نطرق باب السؤال الأهم؛ ما الذي حدث وما الذي تغير على وجه أرض البحرين.. حريق هنا وتخريب هناك ومولوتوف هنا وتفجير هناك!!
«بضعة» نفر تحاول أن تقود مظاهرة غير مرخصة في العاصمة، و»بضيعة» أخرى ترفع وتيرة الأعمال الإرهابية فتسكب الزيت وتشعل إطارات على «الهاي وي» في محاولة للإيقاع بأكبر عدد من الضحايا في صفوف الآمنين!!
إيران تتدخل وتوعز لأذنابها وعملائها في المنطقة لإصدار بيانات تستنكر محاكمة علي سلمان!!
كل ذلك لا يهمنا فما يحصل أمر عادي جداً جداً، لأننا في الأصل نعيش في هذا الإرهاب الصفوي منذ أربع سنوات ولم يتغير علينا شيء..
على فكرة، هذا الكلام منطق الكثيرين مثلي، والكثيرون كانوا ومازالوا يرون أن مفتاح حل الأزمة يكمن -منذ أول يوم- في القبض على رؤس الفتنة والمحرضين على الإرهاب، وهو كلام لو تأملت فيه بتأن وهدوء فستجد أنه عين العقل والمنطق، ولا أفهم المنطق الذي يجعلك تتردد طوال الأربع سنين وأنت مدرك أن كل الشعب يؤيدك ويساندك ويقف معك، وتتغافل كل هذه الجموع وتهتم لأولئك القلة الذين يسيرون وراء القافلة وينبحون.
نحن اليوم كالعادة نقف مع الدولة قلباً وقالباً، وإذا كان قدرنا أن نخوض الحرب على جبهتين في وقت واحد؛ أولاهما الجبهة الداخلية التي يتحصن فيها الإرهاب وميليشيا ولي الفقيه والقتلة والمخربون المأجورون، والثانية جبهة إيران وعملائها في الخليج والخارج، فوجوباً أن نتعامل وفق سياسة خارجية مغايرة عن الأربع سنوات تماماً.
فمن المعلوم أن إيران ومنذ 14 فبراير 2011 وهي تتدخل بكل وقاحة وصفاقة في شؤوننا الداخلية، ووزارة الخارجية «جزاها الله خير» في كل مرة تدين وأخرى تستنكر، وكأننا نغطي عجزنا من فعل شيء وقول أكثر من الشجب والاستنكار!!
يا سادة؛ سياسة طأطأة الرؤوس ومنطق العاجز والتي لم تحرز سوى المزيد من الذل والمهانة والمزيد من التدخل الإيراني السافر في شؤوننا الداخلية لم تعد مجدية، ولابد من انتفاضة في وزارة الخارجية شبيهة بانتفاضتها في القبض على المتهم علي سلمان، لإعادة هيبة الدولة في الداخل والاحترام في الخارج.
هل يبدو هذا الكلام نقداً لسياستنا الخارجية؟! نعم، هو كذلك بالفعل، وأكثر وضوحاً وتفصيلاً، هو نقد لوزارة الخارجية والتي ومنذ بدء الأزمة لم تواكب سياستها الخارجية مستوى الحدث، ما نحتاجه تحرك على الصعيد الخارجي لشرح أبعاد القبض على أمين عام الوفاق وحقيقة الجرائم التي ارتكبها..
مندوبوكم وسفراؤكم في جنيف ونيويورك يجب أن يقدموا لنظرائهم وبالدليل شرحاً تفصيلياً لجمل الجرائم التي ارتكبها المتهم علي سلمان، وآخر خطاب يدعو فيه إلى تغيير النظام في الدولة بالقوة والتهديد، ويبرر فيه لعصابته الخروج على القانون، حتى يكتشف العالم حقيقة هذا المتطرف الطائفي عميل أمريكا والذي يتعامل مع الخيانة دون نقطة ولا فاصلة حياء.
ومن جال نال..