بينما كانت الماكينة الإعلامية الانقلابية تحاول إبراز «أي حرف» يصدر عن «أي شخص» كان بشأن موضوع توقيف المتهم بالتحريض علي سلمان أمين عام الوفاق، جاء بالأمس تعليق من قبل وزارة الخارجيــة الأمريكيـة على حسابهـــا في التويتر لـ «يلخبط» الحسابــات لــدى الفئة الانقلابية وإعلامها الطامس لأهم الحقائق في البحرين.
هذه التغريدة التي نشك أنها ستنشر في الوسائل نفسها التي تستميت اليوم لتدافع عن علي سلمان وتصوره على أنه «حمامة سلام»، بينما الواقع يقول وبشهادة «فيديوهات علي سلمان نفسه» بأنه هدد الدولة بمزيد من التحريض والعنف، وأشار إلى استعداد جهات لتسليحه وجماعته وقيامها بعرض ذلك بشكل صريح. إضافة إلى توعده في تغريدة موثقة من حسابه في أسابيع ماضية بأن جماعته لن تضمن السلمية إن سارت الانتخابات على ما يراد لها، بحيث تقام ويشارك فيها الناس، والكثير الكثير مما سكتت عنه الدولة و«مررته له» من تطاول وتحريض.
الوفاق استقوت دائماً بالأمريكان، ارتمى أعضاؤها ارتماءً أعمى في أحضان السفارة الأمريكية في البحرين، وكل سفير أمريكي يأتي تسارع الوفاق للإحاطة به وسحبه إلى صفها. لكنها -حيال توقيف علي سلمان- جنت الوفاق وهلوست بسبب سكوت الأمريكان يوم التوقيف والأيام التي أعقبتها، وهللت حينما تحدثوا عن الموضوع بشكل مقتضب. لكنها بالتأكيد هي وأتباعها أزعجتهم بالأمس تغريدة وزارة الخارجية الأمريكية كونها تحدثت عن حقيقة استماتت الوفاق ومن يقف معها في مداراتها وطمسها، وهي تلك التي تربطهم بإيران.
تقول تغريدة الخارجية الأمريكية: «إيران مستمرة بتسليح وتدريب متشددين في البحرين ولكننا ملتزمون بالعمل مع حلفائنا وشركائنا لمواجهة هذا السلوك المزعزع للاستقرار»، وفي تغريدة أخرى متصلة تقول: «وبفضل جهودنا إلى حد ما، لمسنا ميلاً مشجعاً خلال العامين الماضيين لصدور ردود حازمة من الحكومات والدول».
لكم أن تتخيلوا مدى الجنون ونسبة الهلوسة التي أصابت أتباع الوفاق ومن كانوا يوماً يناشدون الأمريكان بالتدخل والضغط على البحرين، لكم أن تتخيلوا حجم الصدمة من خلال متابعة تعليقاتهم تحت التغريدة والتي وصلوا فيها إلى شتم الأمريكان والتطاول عليهم ووسمهم بأوصاف تقارب الوصف الإيراني للأمريكان.
نحن نعرف تماماً أن الأمريكان لم يأتوا بجديد، فمحاولات التدخل الإيراني عديدة ولها امتداد تاريخي طويل، ومازالت مستمرة ومتواصلة، وإن كانت في السابق تتخذ الشكل المباشر، فهي اليوم تتخذ أسلوب تجنيد الطوابير الخامسة، ورغم ذلك تأتي لحظات لتكشف إيران عن وجهها الحقيقي تجاه البحرين عبر تصريحات مسؤوليها. كما كان خلال المحاولة الانقلابية، وكما حصل قبل أيام بسبب توقيف المتهم علي سلمان، وكيف أن بعض المسؤولين الإيرانيين تحدثوا عن عصيان مسلح وحرب عصابات وقاموا بتهديد البحرين.
لكن الضربة بالنسبة إليهم أقوى حينما تأتي من الأمريكان، لأنها تحمل مؤشراً صريحاً بمثابة إقرار بأن إيران تقف وراء المحرضين ومثيري الفوضى في الشوارع والإرهابيين. يضاف إليها تأكيد الولايات المتحدة بأنها واقفة إلى جانب حلفائها الاستراتيجيين ضد الإرهاب، واليوم الوفاق خلعت قناع التقية السياسية والكذب وإدعاء السلمية الزائفة، حينما تحدثت بصراحة وتحدث أمينها بشكل مباشر عن العنف وأخذ يحرض ضد الدولة.
كانت تصريحات الأمريكان السابقة حينما تماشي هواهم بمثابة كلام مقدس منزل يحلفون بها ويستشهدون بها، لكن اليوم وحينما يكون كلامهم كاشفاً لحقيقتهم يتم شتمهم، مثلما شتموا سابقاً بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة حينما أشاد بالبحرين وانتخاباتها، بالأمس يهتفون باسمه لأنه عبر -كعادته- عن قلقه من توقيف المتهم على التحريض علي سلمان. فحاله كحال قلقه على سوريا التي سفك السفاح بشار الأسد دماء أبريائها، وطبعاً انتظروا انقلاب الموقف عليه لاحقاً.
عموماً، هذه تصريحات وزارة خارجية صديقكم السابق كرايجيسكي، وزارة خارجية الولايات المتحدة التي تعرف تماماً كيف يكون ارتباطكم بنظام المرشد الإيراني، لم تزدنا المعلومة أي شيء، لكنها بالنسبة لهم زادت طينهم بلة، وجعلت صراخهم وألمهم يتحول إلى شتائم تطال الأمريكان.