حينما يكون خطاب الدولة قوياً وصارماً بشأن أمور هامة ومفصلية مثل الأمن واستتبابه، ندرك تماماً أن رد الفعل الطبيعي لدى المواطن «المخلص» لهذه الأرض سيكون إيجابياً تماماً، في المقابل يستاء من حلم حياته أن يرى إرهابه ينجح ويمهد لتحقيق أهدافه المغرضة تجاه هذا الوطن.
رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان له موقفه الثابت الصارم من الإرهاب ومحاولات زعزعة استقرار أمن البحرين، وما يعبر عنه من تصريحات وما يتخذه من إجراءات يعد أحد الأسباب الرئيسية لشحذ همم المخلصين، وتثبيت المحبين لهذه الأرض على مواقفهم المضادة لكل من يسيء للبحرين وأهلها ويحاول اللعب بمقدرات أمنها.
كلام سموه في جلسة مجلس الوزراء بالأمس يمضي في هذا السياق، ووفق نهج أبداً لم يحد عنه، يتمثل بمحاربة الإرهاب وكل شكل من أشكال التحريض المسيء ضد البلد. قالها بصريح العبارة من خلال توجيهاته باتخاذ الإجراءات الفورية الصارمة ضد الإرهابيين أو الممولين للعناصر الإرهابية أو المحرضين عليها، بأنه لا ولاء ولا انتماء لمن يهدد أمن واستقرار بلاده.
يأتي ذلك في إطار استمرار التحقيقات مع رؤوس التحريض وإحالتهم للمحاكمة أمام القضاء وبما تنص عليه قوانين الدولة، وهذا هو المطلوب اتخاذه مع كل من يهدد الأمن الوطني ويظن أن البلد غابة يشيع فيها الفوضى والخراب.
يأتي هذا التصريح المؤكد على توجه الدولة باتجاه الحسم في شأن مساعي التحريض ومحاولات التخريب، متزامناً مع تصريحات هامة لوزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله يؤكد فيها على أن الوضع الأمني بخير ويمضي بخطوات مدروسة ورؤية واضحة.
وهذا الحديث عن الخطوات المدروسة والرؤية الواضحة له مدلولاته وشواهده، فالدولة مضت لتتعامل مع الوضع الداخلي بطريقة ذكية تراعي فيها حتى المتغيرات الخارجية، وحرصت فيه على تجنب ردات الفعل والانسياق للوقوع في أفخاخ منصوبة لها بعناية من قبل من يسعون لترويج قضية البحرين خارجاً وتشويه صورتها فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
البحرين نجحت بفضل سياستها خلال العامين الماضيين في تحييد هؤلاء المحرضين والانقلابيين والفرض عليهم بصناعة عزلة خاصة بهم بينت حقيقتهم، وكيف أنهم ليسوا أبداً من نسيج هذا المجتمع بل هم من يريدون لهذا المجتمع أن يتفتت ويتشرذم، ونحمد الله أن رد الكيد لأصحابه، فهم أثبتوا أنهم بؤر للإرهاب والتحريض والإفساد في الأرض.
ما تأسس خلال السنوات الماضية والذي قادنا إلى الوضع الراهن، أمور يجب البناء عليها، سواء في عملية تعاطي الدولة مع محاولات الاستفزاز أو عمليات التحريض المقصودة أو مظاهر الإرهاب والتخريب. البحرين اكتسبت خبرة في هذه الأمور، بالتالي إيقاع أجهزة الدولة في أخطاء باتت مسألة مستعصية على من كان يعول على ذلك، وعليه نراه هو من يقع في أخطاء جسيمة، بحيث أصبح هو من يلف الحبل حول عنقه.
فقط نقول الحمدلله أن دعوات المخلصين وندءاتهم ومطالباتهم بشأن تطبيق القانون جاءت بنتيجة ملموسة اليوم، ونحمد الله أن إدارة الأمور بحكمة ودراستها بعناية من قبل الدولة جعلتها في موقع التفوق في التعامل مع عناصر التأزيم وقادة التحريض.
نريد لهذا التعاطي أن يستمر بقوته ويستند على القانون بنصوصه، حتى نصل لمرحلة يدرك فيها من يريد التطاول على البحرين وأهلها بأنه يقدم على «الانتحار» ويضع القيد في يده بيده.