كثيراً ما أعود بالذاكرة إلى الماضي لأتذكر الأحداث التي تمر علي في ردهات نادي راشد للفروسية لإعانتي على الكتابة، واليوم أعود بالذاكرة إلى الماضي القريب متذكراً المحادثة التي جرت بيني وبين أحد ملاك الخيل البارزين في مجال سباقات الخيل وحديثي له عن زيادة جوائز السباقات في ما تبقي من الموسم، حيث أبديت له إعجابي وسعادتي بارتفاع جوائز السباقات، والأمل الكبير التي ستبثه هذه الزيادة في أهل الخيل وعشاق الفروسية، خاصة في ظل التطور الكبير الذي يشهده النادي منذ بداية هذا الموسم.
فرد بتعجب عما أبديت، وأعتقد أن المحادثة مجرد حلم على طريقة الحلم الأمريكي، وأنه لا يعلم عن رفع الجوائز، ودخول رعاة جدد إلى منافسات السباقات، وأن فكرة رفع الجوائز لهو حلم ظل يراود الجميع، وأن أهل الخيل وعشاق الفروسية سيرفعون القبعة إلى القائمين على النادي، وإلى جميع أعضاء الإدارة إذا ما تحقق ذلك في ظل الكثير من المعطيات والوضع المادي الذي يعيشه الكثير من أهل الخيل.
فأردت أن أبين له بأن الواقع المادي الذي يشهده نادي راشد للفروسية وسباق ومنذ أكثر من 34 عاماً مضت، كان ومايزال يسير باتجاه واحد لا مناص منه، وهو الدعم المادي لمنافسات السباقات، سوي كان ذلك عن طريق رفع الدعم الحكومي، أو الدعم من قبل الشركات والمؤسسات التجارية، وذلك للدفع بعجلة السباقات للحاق بركب الأندية النموذجية، والتكيف مع واقع صناعة السباقات، والاستمرار في البقاء ضمن دائرة الضوء.
وكنت قد كتبت مقالي هذا وأنا على يقين بأن جوائز ما تبقى من الموسم الحالي ستكون أعلى من جميع المواسم السابقة خاصة مع دخول شركات ومؤسسات جديدة إلى ساحة الفروسية، أضف إلى ذلك ارتفاع جوائز السباقات الكبيرة بواقع قد يفوق 200% في بعض السباقات – وهذا بحد ذاته كفيل بإشعال السباقات ورفع من مستوياتها بشكل كبير.
ولا خلاف أن المصاعب والتحديات المالية والإدارية تزداد يوماً بعد يوم في ذلك النادي العتيد، وبالرغم من ذلك استمرت السباقات على مستويات عالية في السنوات العديدة الماضية وذلك بالدعم المقدم من قبل الشركات والمؤسسات والبنوك التي ترعي العديد من السباقات.
في عامنا هذا بدأت السباقات بجوائز كانت مرتفعة بشكل كبير عما كانت عليه في الأعوام السابقة فستبشر أهل الخيل بموسم حافل، ودب فيهم الأمل بالدعم الكبير الذي سيكون لهم عوناً في منافسات عشقوها ولا يمكنهم الحياد عنها – تراجعت الجوائز قليلاً، لكنها في الطريق إلى الارتفاع مرة أخرى بفضل الدعم المقدم من العديد من المؤسسات. هذا الدعم جاء بجهود كبيرة من قبل القائمين على إدارة نادي راشد للفروسية وسباق الخيل، وإدارة النادي، وقسم العلاقات العامة الذي عمل بجد من أجل إقناع الكثير من الممولين على الدخول في غمار السباقات بتمويلات كبيرة كان النادي بأمس الحاجة إليها – هذه التمويلات بكل تأكيد ستصب في مصلحة السباقات، وستكون دعماً إلى أهل الخيل في مشوارهم الطويل.
جميعنا يعلم بأنه إذا ما تم رفع جوائز السباقات، فهي كفيلة برفع مستوي السباقات، وتحقيق طفرة في عالم صناعة السباقات في مملكة البحرين. عندها سنشاهد نادي من نوع آخر، وسباقات من صنف آخر، وكل ذلك سيعتمد على كمية الدعم الذي ستقدمه المؤسسات التجارية للنادي التي نتمنى له كل التوفيق، وأن يرتفع الدعم يوم بعد آخر بطريقة تصاعدية فهذا ما نتمناه لنادي راشد للفروسية.. لكل الأمنيات القلبية بالتوفيق إلى أولئك الذين يعملون من أجل تحقيق أحلامنا.