أيام قلائل تفصلنا عن بدء تطبيق قانون المرور الجديد، حيث تشير مقاييس الرأي العام بأن هناك نسبة كبيرة من أفراد المجتمع البحريني يرى أن عقوبات قانون المرور الجديد مبالغ فيها، وقد يراها البعض غير منطقية. ولكن تأمل معي المواقف التالية واحكم بنفسك..
هل تفاجأت يوماً بشخص يفتح في وجهك الإضاءة الأمامية «الديم» ويجبرك بالتحرك من مسارك بسبب أن «السائق» مستعجل ويريد أن يقود مركبته على سرعة 200 مثلاً؟ وعلى الرغم من أنك ملتزم بالقيادة حسب سرعة الشارع وممسك بالمسار «الصح» إلا أن «السائق» يرى بأنك بطيء، ولربما إذا لم تنصع لأوامره بالابتعاد وترك المسار له أن يقوم بلصق سيارته بسيارتك من الخلف متمتماً «الله ياخذ إلي عطاك الليسن». أفلا يستحق هذا «السائق» مخالفة سرعة، ومخالفة إزعاج وإرباك؟ بعضهم يعتقد أن المسار الأيسر مخصص للسرعة الفائقة وهو معتقد خاطئ، حيث إن المسار الأيسر هو للقيادة بالحد الأقصى لسرعة الشارع والتي لا تتجاوز في مملكة البحرين 120 في بعض الشوارع.
وهل حصل لك يوماً أن شاهدت شخصاً مستمتعاً بتسجيل كلامه في برنامج «السناب شات» وهو يقود مركبته، أو يكتب رسالة نصية أو يتواصل عبر الواتس آب ولا يكترث بما يدور حوله في الشارع مما قد يعرضه ويعرضك للخطر؟! أفلا يستحق هؤلاء الأشخاص مخالفة رادعة، والغريب في الأمر أن عدداً ممن يعتبرون أنفسهم قادة رأي يسجلون فقراتهم التوعوية وهم يقودون السيارة، أفليس من الأجدى أن تكون قدوة لغيرك بأفعالك؟!
هل حصل لك يوماً أن تأخرت على دوامك أو موعد مهم بسبب حادث بسيط، و»اللقافة» ساهمت في تعطيل حركة المرور، لأن كل شخص يخفف السرعة لكي يرى الحادث.. أفلا يستحق «الملقوفون» مخالفة لأرباك حركة السير وتعطيل الحركة المرورية؟
هل حصل لك وأنت واقف في مسارك تنتظر دورك في المرور أن ترى «شخصاً خارقاً» يستخدم مسار الطوارئ والخط الأصفر غير آبه لقانون الطريق، ويتجاوز الجميع، ويسبب إرباكاً للحركة المرورية، أفلا يستحق هذا الشخص مخالفة لأنه خالف النظام باستخدام مسار الطوارئ أو صعد فوق الرصيف من أجل أن يتجاوز الزحمة المرورية؟
شخصياً أؤيد تغليظ العقوبة وتشديدها لأنني من السائقين الذين باتت تسبب لهم السياقة «توتراً» من شدة التصرفات المغلوطة التي يرتكبها مستخدمو الطريق.
ولكي لا تكون رقماً في إحصائية المصابين أو المتوفين أو المخالفين اعمل بالقانون الجديد.
كما أنني بالمثل أتمنى من الإدارة العامة للمرور أن تدرب «رجال المرور» -الذين نرفع لهم القبعة إجلالاً وتقديراً على مهامهم الوظيفية الصعبة التي يقومون بها- على آليات التعامل في ضبط المخالفات وتحريرها، حيث إننا نرى العديد من رجال المرور الذين يمارسون مخالفات مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة، السرعة والتجاوز واستخدام السلطة في غير الموضع المقرر لها، حيث إن بعض رجال المرور يستخدمون سلطتهم في التجاوز أو الوقوف الخاطئ دون الحاجة لذلك، كما أن بعضهم لا يتقن مهارات التواصل مع مستخدمي الطريق، حيث إن «بعض» رجال المرور يفتقدون إلى «الذوق العام ومبادئ اللباقة العامة» بالإضافة إلى ضرورة تدريبهم للتعامل الأمثل مع الحوادث وتخفيف حدة الازدحام أثناء الحوادث.
لنعد النظر في طريقة سياقتنا والتعامل الأمثل مع الشارع من أجل سلامة الجميع.