إن كان عبدالله بن عبدالعزيز رحل كما يرحل الفارس العربي الأصيل إلى رب العالمين فإنه ترك في قلب كل مخلص للإسلام والعروبة والخليج عبدالله بن عبدالعزيز
العالمان العربي والإسلامي، ومعه دول العالم كلها اهتزت لخبر وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وهذه مسألة طبيعية نظراً للقامة الرفيعة لهذا القائد ولأقواله وأفعاله التي هي أفعال رجال لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يساومون قيد أنملة على ثوابت الأمة ودينها وعروبتها.
تأثرنا بوفاة ملك القلوب، وكيف لا نتأثر بفقدان رجل كبير له وزنه وثقله وهيبته ومكانته لدى أضداده قبل محبيه، هي فاجعة لمن رأى كيف تكون القوة وكيف تكون القيادة الصلبة لخادم الحرمين الشريفين وحامي قبلة المسلمين.
أما «الأقزام» وأتباع كارهي العروبة والخليج، فهم سيظلون دوماً «أقزاماً» تحت قامة الملك عبدالله، في حياته كان شامخاً لا يقارعونه، وكيف يقارع «الرعديد» أسداً لا يهاب إلا به، وبعد رحيله إلى جوار ربه مازال كاسراً لهم، مازال مرعباً لهم، فكشفوا عن حقيقة وجوههم وانتماءاتهم وولاءاتهم.
إن كان عبدالله بن عبدالعزيز رحل كما يرحل الفارس العربي الأصيل إلى رب العالمين، فإنه ترك في قلب كل مخلص للإسلام والعروبة والخليج عبدالله بن عبدالعزيز، ترك لدى الملايين إرثاً ثميناً عليهم الحفاظ عليه، ورسم لهم نهجاً للمضي عليه، حفاظاً على الكيان العربي ووحدة الخليج وكبرياء المسلمين.
الأقزام تفرح وترقص حينما يغيب من يرهبها وهذا ديدنهم، فهم جبناء لا يقوون المواجهة إلا من وراء حجب، يعجزون أمام الرجال، سماتهم لا تخرج عن إطار الخيانة والعمالة والكراهية لكل ما هو أصيل في عروبته وولائه لأرضه، فماذا تتوقعون من خائني أوطان، ومن أهل الغدر؟! لكن صدقت الأبيات التي قالت: لا تأسفن على غدر الزمان، فلطالما رقصت على جثث الأسود الكلاب، ولا تحسبن أنها برقصها تعلو، تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلابا.
والله لا يضير السحاب نبح الكلاب، ولا يضير قائد أمة مرجفوها وعملاؤها وبائعوا ترابها، هو في سطور التاريخ مكتوب مجده بسطور من ذهب، في قلوب محبيه يعيش ويحيا، وعند ربه نحسبه ممن صلحت أعمالهم وصدقت نواياهم ففي جنة الخلد منزله، أما «الأقزام» فليس لهم في الحياة إلا الذل والتبعية لأسيادهم مستعبدي إراداتهم، هم عار على العروبة وعلى الانتماء للخليج.
إن كان عبدالله بن عبدالعزيز رحل، فنحن كلنا عبدالله بن عبدالعزيز، أرض المملكة حاضنة الحرمين عصية على الكارهين، وحدة الخليج صنعها رجال لهم صولاتهم وجولاتهم في دحر مخططات كل طامع وكاره، مثلما كان الملك فيصل عصياً على كارهي العروبة والإسلام، كان شقيقه عبدالله، وسيكون كل شعب الخليج المخلص لعروبته وكل العرب المدركين لأطماع كارهي وحدة العرب.
كشف الأقزام أقنعتهم، ولا تلوموا الحاقد حين يعبر عن حقد، فصراخه على قدر الألم، وكراهيته رسختها في قلبه هزائمه وفشله المتكرر.
على عهدك باقون يا خادم الحرمين، رحمك الله، وثبت من يخلفك على نهجك القوي السديد، وجعل طريقك منهاج يسير عليه أهل الخليج والعرب وأهل الإسلام أجمعين.
- اتجاه معاكس..
كما هم أقزام الخارج وعملاء الطامعين، لدينا بالداخل أقزام وعملاء، جمعيات انقلابية ذات مشروع صفوي صريح عجزت عن تسطير حرف للتعزية في وفاة قائد الأمة، ولا حرف كتب ولا سطر كتب في حساباتهم في مواقع التواصل. ولائيو إيران نعرف تماماً ما في قلوبهم، ونعرف كرههم للخليج «العربي» وأهله وقادته، فلا يلامون فالحقد يملؤهم، لكن الغرابة فيمن يقول بأنه عروبي وليبرالي وخليجي حينما يربط لسانه ينتظر أوامره ممن يتخذ من في إيران ولياً عليه. عيب وعار عليكم يا مدعي العروبة.