أسدل الستار يوم أمس على بطولة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم التي احتضنتها أستراليا لأول مرة و نجحت بامتياز في تنظيمها واستحقت الظفر بلقبها لأول مرة منذ انضمامها إلى المنظومة الكروية الآسيوية قبل حوالي عشر سنوات فيما اكتفت الكرة العربية باللقب البرونزي من خلال المنتخب الإماراتي الذي قدم عروضاً قوية ومشرفة هي الأفضل بالنسبة للمشاركة العربية كما جاء فوز المهاجم الإماراتي المتألق علي مبخوت بجائزة هداف البطولة تأكيداً لكفاءة اللاعب العربي، وكنا نمني النفس بفوز النجم الإماراتي الفذ عمر عبدالرحمن (عموري ) بلقب أحسن لاعب في هذه البطولة نظير ما قدمه من أداء رائع ولمسات كروية سحرية أسهمت في أغلب الانتصارات التي حققها الأبيض في هذه البطولة، غير أن اختيارات اللجنة المكلفة بهذه الجائزة ذهبت لصالح النجم الأسترالي ماسيمو لونغو!
المنتخب العراقي هو الآخر يستحق أن نرفع له القبعة على نجاحه قي قهر كل الظروف الصعبة التي يمر بها القطر العراقي الشقيق، وأن يصل إلى الدور قبل النهائي ويحتل المركز الرابع متفوقاً على سبعة منتخبات عربية أخرى أعدت العدة لهذه البطولة بشكل جيد باستثناء المنتخب الفلسطيني العزيز الذي كان وصوله للنهائيات في حد ذاته إنجازاً تاريخياً ولابد من أن يعيد القائمون على الكرة العربية الآسيوية حساباتهم ويخططوا لمستقبل أفضل قبل فوات الأوان!!.
نهائي أمس الذي أقيم بإستاد سيدني الأولمبي تميز بالإثارة والمتعة الكروية التي شارك في تقديمها نجوم المنتخبين الأسترالي والكوري الجنوبي وهما المنتخبان اللذان استحقا التأهل إلى الدور النهائي نظير ما قدماه من أداء كروي ثابت .
المباراة كانت سجالاً بين المنتخبين طوال دقائقها التي امتدت لأكثر من 120 دقيقة حبست خلالها أنفاس عشاق المنتخبين واستمرت هذه الأنفاس محبوسة إلى أن جاءت صافرت الحكم الإيراني لتعلن النهاية بفوز المنتخب الأسترالي لتتفجر مدرجات الأستاد الكبير فرحاً وابتهاجاً بهذا الإنجاز القاري.
الأستراليون ضربوا عدة عصافير بحجر واحد في هذا النهائي، فقد نجحوا في رد اعتبارهم أمام كوريا الجنوبية التي كانت قد هزمتهم بهدف مقابل لاشيء في الدور التمهيدي ونجحوا أيضاً في تحقيق اللقب الآسيوي الأول ورفعوا بذلك من قدر ومكانة لعبة كرة القدم في بلدهم التي لم تكن تولي هذه اللعبة الشعبية العالمية الاهتمام الذي توليه لرياضات أخرى كالرغبي وكرة القدم الأسترالية والبيسبول!
أما الكوريون الجنوبيون فقد فشلوا من جديد في استعادة اللقب الآسيوي الذي كانوا قد حققوه منذ أكثر من ربع قرن رغم التطور الملحوظ في الكرة الكورية الجنوبية ونجاحها المونديالي في السنوات الأخيرة .
هكذا طويت صفحة البطولة الآسيوية بحلوها ومرها وأصبح لزاماً علينا الاستفادة من الدروس الإيجابية التي تخللتها هذه البطولة لإعادة ترتيب أوراقنا للاستحقاقات المقبلة وفي مقدمتها تصفيات مونديال روسيا القادم.