ما هي إلا أيام قلائل وتنتهي الفترة القانونية لمراجعة برنامج عمل الحكومة من قبل أعضاء البرلمان، والذين لم يتوصلوا حتى هذه اللحظة إلى توافقات حول خطة عمل الحكومة. فمنهم من يرى ضرورة تمرير الخطة مع مراعاة المتابعة والرقابة عليها، ومنهم من يرى أن يتم تنفيذ التعديلات اللازمة والملاحظات التي أوردتها اللجنة البرلمانية على الخطة، ومنهم من يرى أن ترفض الخطة.
الأغرب من ذلك أن هناك فريقاً من أعضاء لجنة مراجعة برنامج الحكومة يرون بأن اللجنة الوزارية متعاونة، وبعضهم يرى أن اللجنة غير متعاونة.
ونحن كشعب، وفي ظل كل هذه الاختلافات، ما زلنا نترقب مصير خطة عمل الحكومة، حيث لا يقبل الرأي العام أن يتعرض لأكثر من رسالة إعلامية متناقضة من قبل أعضاء اللجنة؛ فكيف لعضو أن يصرح بأن اللجنة الوزارية متعاونة بينما يصرح عضو آخر بأن اللجنة الوزارية غير متعاونة، وبين كل هذه التصريحات ننتظر نحن المواطنين خطة عمل الحكومة آملين أن يصب برنامج الحكومة في صالح المواطن البحريني بشكل مباشر.
لا نشكك بتاتاً في تعليقات لجنة مراجعة برنامج الحكومة حيال الخطة، ولا نشكك في تعليل طلب تمديد مدة مراجعة الخطة.
وليتذكر السادة النواب أن الشعب اختارهم ولم يطلب منهم مؤشرات قياس على خططهم الانتخابية ووعودهم الهلامية، والتي لا بد أن نؤرشفها للرجوع إليها وقت الحاجة لنرى ماذا أنجز النائب من خططه وما أخفق فيها.
ومع هذا فإنني أؤيد بعض ما أتى به السادة النواب من ملاحظات حول الخطة، لاسيما ما يتعلق ببعض الخطط لبعض الوزارات التي تحتاج لتوضيح، والذي أظهرت فيها اللجنة الوزارية تعاوناً كبيراً لا أعتقد بأنه سينقطع إذا ما تم تمرير الخطة.
في هذا الصدد أود أن أذكر السادة النواب بقصة شهدتها بنفسي في المجلس النيابي 2006 حينما رافقت سعادة وزير الأشغال والإسكان آنذاك، المهندس فهمي الجودر، في إحدى زياراته للمجلس ليشرح للسادة النواب تفاصيل بناء المجلس الوطني الجديد، والذي كان من المقرر بناؤه بالقرب من النادي البحري.
أظهر سعادة الوزير -الذي أكن له كل احترام وتقدير- رسوم المبنى الرائع بقاعاته الكبيرة المجهزة ومبانيه مترامية الأطراف، وإذا بالقاعة تعج وترتفع بأصوات السادة النواب غير المتناغمة (سعادة الوزير نحتاج إلى قاعات اجتماع أكثر تتلاءم مع عدد اللجان)، مطلب آخر (سعادة الوزير نحتاج إلى قاعة فعاليات لأكثر من ألف شخص) ومطالب كثيرة غير منطقية.
أذكر حينها أن سعادة الوزير أجاب على جميع الملاحظات المطروحة بأسلوب علمي وواقعي (أيها السادة النواب.. هل تجتمع جميع اللجان في ذات الوقت؟ إذاً لا نحتاج لأكثر من 13 قاعة اجتماعات)، (أيها السادة النواب.. في حالة الفعاليات الكبيرة التي لربما تقام لمرة واحدة طيلة 4 سنوات انتقلوا إلى قاعة أحد الفنادق المجهزة)، وعندما لم يعجب السادة النواب برد سعادة الوزير قال لهم في حزم (إن التعديل أبسط بكثير من البناء فاطلقوا سراح هذا المبنى لعلكم بذلك تنعمون بالاجتماع تحت أروقته)، وصدق الوزير؛ ومضى على هذه الحادثة ما يربو على العشرة أعوام ولم يتفق السادة النواب على الشكل النهائي للمبنى ولم ينعموا برؤيته على أرض الواقع.
وهنا أكرر القول؛ أطلقوا سراح برنامج عمل الحكومة لكي ننعم برؤية المشاريع تتحقق، وليحاسب المخفق عبر استخدام الأدوات التشريعية والرقابية.
ناصر بن حمد.. شكراً
من القلب
أن تكون مختلفاً ومبتكراً في طريقة طرحك وأفكارك؛ فهذا بالفعل ما نحتاجه من أجل التطور، فالتطور ليس نتاج الأفكار التقليدية، فقيامك بنفس الفعل في كل مرة سيعود عليك بذات النتيجة. لذلك لا أحد يستطيع إنكار إبداع إنجازات سمو الشيخ ناصر بن حمد التي أخذت طابع الحداثة والانفرادية. أفكار مبتكرة تنم عن عقليه غير تقليدية، فشكراً لك من القلب على ملامستك هموم ومعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة وزيارتك الودية لهم وتفقد احتياجاتهم، حيث إن ذوي الاحتياجات الخاصة من الفئات المهمشة في المجتمع البحريني والذين يفتقدون إلى الكثير من الأمور لا يستطيعون أن يتمازجوا مع مجتمع غير مهيأ لا فكرياً ولا لوجستياً لاحتوائهم.
إن كل ضمة وقبلة رسمتها على وجنة معاق كانت بمثابة أمل له بحياة أفضل، فبارك الله فيك وقدرك على فعل الخيرات وصالح الأعمال.