كان ومازال الشباب؛ العماد الحقيقي الذي ترتكز عليه الدول، كيف لا وهم العمود الفقري الذي تسير به نحو التقدم والازدهار، فبهم يصنع الوطن لنفسه درعا من السند والقوة، وبهم يبني حصناً من الرقي والحضارة.
وإيمانا بدور الشباب - روح الأمم وشريانها -، انبرت صحيفة الوطن المباركة - والتي تحمل من اسمها الكثير - إلى احتضان أولئك الشباب لاسيما أبناء هذا الوطن الغالي، كي يعبروا عما يمنّون النفس من أجله وما يحلمون به من رؤى مليئة بالإنجاز والطموح، وذلك في منبر حر يرسم فيه الشباب أمانيهم، ويخطون حروفاً علها تساهم في رفع الوطن وأهله.
هذا ليس بالأمر الغريب أو الجديد على هذه الصحيفة التي كانت ومازالت تولي اهتمامها بالشباب في مؤسستها ومن خلال فعالياتها وأنشطتها. عطفاً على ذلك، سبق لها وأن خصصت ملحقاً خاصاً بالشباب تحت عنوان «Weekend»، تسابقت إليه الأقلام، وتناثرت بين ثناياه إبداعات الشباب، فتنافسوا على حب الوطن وترابه، من خلال ما زخرفته أيديهم من مشاعر صادقة وأحاسيس مرهفة نابعة من القلب والوجدان.
إن الشباب لا يريدون سوى الاحتواء، فإن لقوا ذلك التقدير صنعوا الكثير، وساهموا في التغيير لكل ما هو جميل ورائع. وهذا يجر إلى ضرورة وعي مؤسسات الدولة لاسيما مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والأندية الرياضية والثقافية إلى ضرورة الحرص على فتح أبوابها لكافة الشباب، وإعطائهم الفرص في العمل في أي مجال كان دينياً، ثقافياً، مجتمعياً، أخلاقياً، أو حتى رياضياً.. وذلك من أجل الارتقاء بالبلد ومن أجل بنائه بسواعد أبنائه الشباب المحب له بكل جوارحه، والمستعد ببذل الغالي والنفيس من أجله.
وهنا لا أنسى أن أوجه للشاب كلمة من القلب للقلب، فإن على الشباب أيضاً أن يصنعوا لأنفسهم الفرص، ولا ينتظروا من أحد الدعوة كي ينمي الإنسان فيها نفسه، فحري بالشاب أن يسعى لتطوير ذاته والعمل على إثرائها بالقيم والمعرفة وتزيينها بالخلق القويم وتنقيتها من كل ما هو سلبي، ففي رقي الشاب ونضجه تكمن نهضة الوطن وتقدمه.
شعلة: الشباب حالة شعورية وعملية لا تتعلق بمرحلة عمرية، فكم من يافع شاب عمله وفكره، وكم من طاعنٍ في السن شب بعمله وإنتاجه.