لم أكن أعرف أن في البحرين هذا العدد وهذا الكم من المحامين البحرينيين حتى نشر خبر استدعائي من النيابة العامة للاستماع لأقوالي في الشكوى المقدمة من صحيفة الوسط ضدي وضد الأستاذ يوسف البنخليل، فلم يسكت الهاتف عن الرنين، أسماء أعرفها وأسماء أسمعها لأول مرة، يسألون عن الموعد رغبة منهم في الحضور ورغم شكري واعتذاري لهم جميعاً بأن الأمر لا يستدعي تعبهم إلا أن البعض أصر والبعض ترك هاتفه واسمه والبعض لم يسأل بل وجدته يسبقني أشكرهم جميعاً، أشكرهم بلا حدود، بدءاً من الشيخة هيا آل خليفة التي حضرت هي ومساعدوها والأخ حسين تقي لهم جزيل الشكر والامتنان، وأشكر الأخت العزيزة دلال الزايد التي أقنعتها «بالقوة» بأنه لا داعي للتعب، أشكر محامي الصحيفة الأستاذ صادق الدرازي وأشكر «الوطن» بيتي الإعلامي على دعمهم وتضامنهم، أشكر زملائي إخواني وأبنائي فيصل الشيخ وهشام الزياني وطارق العامر وأحمد المدوب، وأشكر رئيس التحرير يوسف البنخليل، أشكر من كتب واتصل وعلق على الموضوع مؤيداً ومتضامناً من داخل وخارج البحرين، أشكر النواب الذين اتصلوا وأبدوا استعدادهم لأي دعم وطلب.
ودعوا عنكم القضية «فما تسوى» والكل يعرف ذلك، إلا أن صور التضامن التي رأيتها تنزل برداً وسلاماً وتجدد عهداً قطعناه وسنظل مؤتمنين عليه، كل من أتى وكل من اتصل وكل من كتب كلنا فريق واحد كلنا يد واحدة، جميعنا نجدد العهد بالدفاع عن وطننا وما يقتضيه ذلك الدفاع وما يستحقه من إيمان بقضيتنا وبحقنا في التعبير وبحقنا في الدفاع عن هذا الوطن وفضح وكشف كل من أساء إليه تجريحاً وكذباً وتزويراً، هذا مبدأ لن نحيد عنه وسنظل ملتزمين به، فإعلام بلا قضية هو إعلام بلا هوية، لا تهاون ولا تخاذل خاصة ووطننا للتو يشفى من جراح الخيانة والغدر والطعن في الظهر وفبركات الصور وتغيير المصطلحات ولي الحقائق، جميعنا نقف صفاً واحداً أمام كل الأجنحة الإرهابية المسلحة منها والداعمة لها، سياسية كانت أو إعلامية أو دينية فكلها أجنحة ضالعة في الإرهاب، وقلمنا سيظل راداراً يرصد رصاصة الغدر التي تأتي على شكل كلمة أو مصطلح أو صورة أو عنوان أينما نشرت وكيفما ظهرت، فكلها صور أصبحت مكشوفة وكلها أصبحت مجرمة دولياً، ففي ظل هذه المهددات الإرهابية التي تجتاح العالم لن يسمح الآن بتقديم أي شكل من أشكال الدعم للإرهاب حتى وإن جاء هذا الدعم على شكل كلمة منحت تمجيداً أو تحبيذاً أو تبريراً له تحت مسمى «حرية الرأي».
لذا فإن إعلاماً سواء كان صحيفة أو قناة فضائية أو غيرها تفسح مجالاً للإرهاب ولمبرريه ومنظريه هو إعلام «مبيض» للإرهاب، يعيد تسويقه بصور تضلل الحقيقة وتخفيها وتقوض جهود مكافحته، فلا يعتقد أي إعلامي أنه من «الشطارة» استضافة داعمي الإرهاب أو الإرهابيين، فهؤلاء يبحثون عن الأضواء أصلاً خاصة حين ينحسر عنهم ويقاطعهم العالم، فلا يظن أي من الإعلاميين أن منطق «الحيادية الإعلامية» منطق قابل للتداول في وقت يسقط فيه الشهداء وهم يدافعون عن أمنك واستقرارك من أجل أن تقوم بعملك أيها الإعلامي، في وقت كهذا «تبييض الإرهاب» إعلامياً هو شراكة له.
لذا سنظل على العهد باقين وأمن البحرين وأمن السعودية وأمن مجلس التعاون سيظل مهمتنا وهدفنا ولن نحيد عنه وإن عدتم عدنا.