لكل إنسان الحق في حرية التعبير، وله أيضاً حق في اعتناق الآراء من دون أي مضايقة، حيث تعتبر حرية الرأي والتعبير عموماً بأنها الحق الأساسي الذي يشكل إحدى الدعائم الجوهرية للمجتمع الديمقراطي، والذي يعد أمراً رئيساً لتنمية وكرامة وحياة كل فرد، كما أنه يشعر الأفراد والمجتمعات بالأمن، لأنهم أصبحوا قادرين على التعبير عما يدور في بالهم من أفكار.
ومملكة البحرين تسير في النهج الصحيح نحو الديمقراطية لتحقيق الحريات المتعددة، والتي من أبسطها حرية الرأي والتعبير، ومن أبرز مظاهر هذا النهج الذي يتمتع به الأفراد هي حرية الرأي والتعبير لدى الصحافيين وكتاب الرأي في مملكة البحرين، مع وجود خارطة طريق رسمها الدستور للتعبير عن الرأي واحترامه متى ما كان مبنياً على أسس مهنية.
فكتاب الرأي والصحافيون أخذوا على عاتقهم نقل الأحداث وآخر الأخبار وتحليلها وإبداء الرأي بكل شفافية وموضوعية، وإيضاح وتبيان الحقائق التي قد تكون خافية عند البعض، فأقلام هؤلاء الكتاب والصحافيين شموع تضيء حياة الأفراد الذين يطالبون بأن يعيشوا بسلام، فالكلمة أصبحت بقوة السيف لإصلاح الاعوجاج، وهم أيضاً أداة فاعلة لتوجيه المسؤولين وقادة الرأي على ألا يضلوا وهو صالح للوطن والمواطن، ومع ذلك يبقى الصحافيون وكتاب الرأي هم الأكثر عرضة للهجوم بأنواعه من قبل البعض الذين يبتغون لحرية الرأي والتعبير مساراً آخر ويعتبرونها أداة يتحكمون بها في مصائر الأفراد والتابعين لهم ومواليهم.
ففي الوقت الذي تمهد الدولة الطريق الحر لممارسة الحقوق المشروعة والشرعية، يحاول البعض إجهاض مسيرة الإصلاح والديمقراطية الحقيقية التي ينشدها الكثيرون، سواء الحقوق المدنية أو السياسية، ولكن وعي القارئ في اختيار كتابه وأعمدته أجبرت الكتاب والصحافيين على احترام هذا الوعي والتنافس في ما يقدمونه، وهذا ما يجعل من الكتاب أكثر دقة وموضوعية وصراحة في طرح القضايا، والتي أحياناً تصل إلى تنبيه المواطن للحفاظ على أمن الدولة ومقوماتها وليس على مكتسباتها فقط، وهذا ما يحتاجه القارئ اليوم من صحيفته وكتابه المفضلين لديه، أن يطلعوه على ما وراء الخبر وتحليل بعض المواقف والآراء، وهذا ما جعل من البعض يدنسون قدسية الصحيفة والكتابة تحت ستار الدين وتسييسه لصالح أجندة أجنبية تبتغي دثر المحاولات الوطنية السامية، ومحو السلام بين المجتمع الواحد في بقاع المملكة.
جلالة الملك حفظه الله ورعاه أعطى الصحافة حرية الرأي والتعبير لما يصب ذلك في المصلحة العامة ومصلحة الوطن، فذلك وسام يحمله الصحافيون والكتاب في مملكة البحرين والاستمرار في ممارسة هذا الحق، ومحاولات البعض لاستخدام أسلوب التهديد والقمع هي محاولات فاشلة بل تجعل من الصحافيين يصرون على إظهار الحقائق وتناولها بأسلوب حر، ولن يكونوا في يوم من الأيام عبيداً يتاجر بهم البعض وبآرائهم، فالبحرين ليست بالبلد التي تمارس بها تجارة العبيد واستملاك العقول، فاليوم البحرين بأبنائها المخلصين الذين يحاربون الباطل بالكلمة وإظهار المستور، وكلمة الحق لابد بأن تظهر ولو كره المفسدون.