قائمة الإرهابيين والمتطرفين والمخربين والمحرضين والمخبرين والعملاء والانقلابيين طويلة وطويلة جداً.. ونحن اليوم بانتظار محاكمة جميع من قادوا المؤامرة الانقلابية، وبانتظار كل من وقف على المنصة وطالب بإسقاط النظام وتنحي الحكومة، وكل من شكك في الدولة، ومن قال «إن البحرين لم تشهد قيام دولة حقيقية منذ 200 سنة، وإنما مجرد شكل دولة»، كذلك الآخر صاحب الفتوى الشهيرة «اسحقوهم»، وحيث أصبحت فتوى رسمية لما يسمى بحركة 14 فبراير الإرهابية، إذ ذكرت في إحدى بياناتها «إن الفتوى التاريخية التي أطلقها آية الله المجاهد العلامة سماحة الشيخ عيسى قاسم دام ظله جاءت في وقتها المناسب، ولذلك أعطت هذه الفتوى الروحية الثورية لتفعل الدفاع المقدس ضد المرتزقة»، كذلك عضو المجلس البلدي للعاصمة آنذاك الذي ظهر على قناة «العالم» وقال: «نحن مع قيام المواطنين في الدفاع المقدس عن أعراضهم وأنفسهم وممتلكاتهم».
إنه التحريض على القتل وإراقة الدماء والخروج على الدولة وإشاعة الفوضى وتهديد الأمن وسلامة المواطنين والمقيمين، ونتيجة هذا التحريض لا تحتاج إلى منظار ولا استقصاء، فها هم الضحايا منهم من رقد على الفراش دون حراك، ومنهم من هو على كرسي متحرك، ومنهم من بترت أطرافه، ومنهم من زهقت روحه.
كذلك «رئيس التحرير» الذي قال في اجتماع التعريف بالمتحدثة باسم الخارجية البريطاني: «إن الدولة تتعامل مع الشيعة بالضبط كما كان هتلر يتعامل مع اليهود»، وهو ما يعتبر نشراً للحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد ودعوة إلى الاقتتال.
وها هو اليوم يرفع القضايا على كتاب رأي وعلى صحف لمجرد كلمة ذكرت، ليس فيها إساءة إلى شخص بالاسم وإنما بشكل عام، هذه الجريدة التي كانت بوقاً للانقلابيين وكانت تنقل الروايات دون تحرٍّ، وكان لها دور كبير في المؤامرة الانقلابية.
الجميع اليوم ينتظر بفارغ الصبر محاكمة من قادوا المؤامرة الانقلابية، فهؤلاء رؤوس الفتنة وهم أشد خطراً على أمن الدولة إذا تركوا واستمروا في إعادة التخطيط والتكتيك وواصلوا اتصالاتهم ومراسلاتهم، وما هذه التفجيرات التي نسمع عنها إلا دليل بأن الرؤوس المدبرة مازالت تعمل، وأن الموارد المالية مستمرة في التحويل والتمويل، وأن الهدوء الذي يغط فيه المحرضون ما هو إلا خوف وتحسب من المحاكمة، فهم قوم جبلوا على الجبن، وهو ديدن أهل الباطل، فإذا رأوا أن العقاب سيطال الجميع فساعتها سيعرف أتباعهم وغيرهم كيف يتعاملون مع الدولة، هذه الدولة التي جعلتهم جزءاً من الشعب بعد أن كانوا جالية، هؤلاء الذين جحدوا النعمة وأنكروا الجميل، هؤلاء الذين يتغنون بالديمقراطية ويطالبون بحرية الرأي، وهم من يخنقون الرأي ويهددون الناس في حياتهم وقطع أرزاقهم.
فأمن البلاد يجب أن يبذل من أجله الكثير، فها هي دول تجر طائراتها وبوارجها وتأتي بجيوشها من أقصى الأرض إلى أدناها بحثاً عن كل من يهمس باسمها أو يغرد عنها بخبر مسيء، حتى لو كان يعيش في السراديب وتحت الصخور وفي الكهوف، فكيف بمن يهدد ويتوعد ويحرض ويكذب بروايات ملفقة علانية وفي برامج تلفزيونية وعلى المنصات في الساحات والمنابر، ومازالوا مع الأسف يحملون الجنسية ويتنعمون بالخيرات.
نعيد ونكرر أن الجميع بانتظار القوائم الأخرى للمتورطين في الإرهاب بعد معاناة قاسية عاشها شعب البحرين.