بات الهدف واضحاً جداً من كافة العمليات الإرهابية التي تستهدف الجيش المصري في الآونة الأخيرة، إنها حلقة من ضمن سلسلة حلقات صهيونية تريد النيل من الجيش المصري ومن مصر العربية على وجه التحديد، ولكن هذه المرة وللأسف الشديد تقام حفلاتها الدموية عبر بعض المصريين من الذين باعوا ضمائرهم للعدو وللشيطان.
يؤذينا أن نرى جثث الجنود المصريين وهي تتناثر في حادثة العريش الأخيرة، والتي وقعت قبل أيام تحت وقع التكبيرات والتهليلات للجماعات الإرهابية في شمالي سيناء، فهؤلاء أجبن من أن يقوموا بمواجهة الصهاينة فارتدوا للداخل المصري، وقاموا بأبشع عمليات القتل والتفجير للنيل من عزيمة المصريين ومن قوة جيشهم الباسل البطل، ولكن هيهات أن ينحني الجيش المصري لكل هذه العمليات القذرة من طرف الجماعات الإرهابية، بل ستزيده هذه العمليات عزيمة وثباتاً على مواصلة الدرب لحماية أمن مصر والعرب.
أصبحت سيناء وكراً حقيقياً لتجمع هذه الحشرات الإرهابية لإضعاف مصر من بوابة الساحل الشرقي، وإضعاف أقوى الجيوش العربية التي تتمنى تل أبيب وغيرها أن يكون»الجيش المصري» منشغلاً مدى الحياة بالعمليات الإرهابية الممنهجة ضده، حتى يكونوا في مأمنٍ من أي تداعيات مستقبلية تهدد أمن وسلامة الكيان الصهيوني.
ليلة الجمعة الفائت قامت مجموعة إرهابية بعملية مسلحة استهدفت مقرات لتجمعات الجنود المصريين، وتشير الحصيلة الأولية للعملية الإرهابية بأن هنالك أكثر من 30 شهيداً وأكثر من 60 جريحاً سقطوا بعدما شن مسلحون هجوماً على ناد وفندق للقوات المسلحة ومقر الكتيبة 101 واستراحة للضباط بمدينة العريش شمالي سيناء. وقالت مصادر وشهود عيان إن انفجارات دوت في منطقة آل ياسر بالعريش، حيث وقع الهجوم، كما شوهدت ألسنة اللهب من مسافات بعيدة وانقطع التيار الكهربائي عن منطقة شرق العريش كلها عقب الانفجارات، هذا وقد تعرضت جميع نقاط التفتيش المتمركزة على الطريق الدولي بالعريش لقصف بالهاون والآر. بي. جي.
جماعة «بيت المقدس» أو ما تسمى «ولاية سيناء» الإرهابية التي بايعت «داعش» مؤخراً أعلنت مسؤوليتها عن استشهاد 31 جندياً وجرح 30 آخرون يوم 24 أكتوبر الماضي بنقطة «كرم القواديس» العسكرية، وهي نفسها التي أعلنت مسؤوليتها الكاملة عن الهجوم الأخير في منطقة العريش شمالي سيناء.
ما يدعو للشفقة والضحك في هذا الوقت هو أن تتبنى جماعة إسلامية إرهابية أصولية عملية العريش، وهي تحمل اسم «بيت المقدس»، وكأنها أضلت الطريق صوب تل أبيب، ففجرت جرذانها في سيناء العربية، وهذه من أبشع المفارقات التي تقوم بها الجماعات الإسلامية في غالبية الوطن العربي، فهزائمها المتكررة في صناعة مشروعها الإسلاموي جعلها تضر بالوطن العربي أيما ضرر، خصوصاً حين تستهدف الجيوش العربية دون جيش العدو الصهيوني، وكأن هنالك مؤامرة مكشوفة بين البينين.
اللافت في العملية الأخيرة كذلك هو إذاعة ونشر تفاصيل الحادثة الإرهابية بصورة مباشرة من طرف إحدى القنوات الفضائية العربية، مع ارتفاع أصوات التكبير للمصورين والملفتين حول طاقم التصوير، وهذا الأمر أثار حفيظة المصريين، مما اعتبروه تحدياً من تلك القناة للشعب المصري والجيش المصري، وهذا الأمر لم تفعله كافة القنوات الإسرائيلية بعد تلك العملية الإرهابية وغيرها من العمليات السابقة!
إننا اليوم نقف قلباً وقالباً مع الجيش العربي المصري، ولا نقبل إهانته أو الإضرار بهيبته وعزيمته، فمصر هي بوابة العرب نحو النصر، كما لا نقبل لأحد كائن من كان أن ينال من شموخ جيش نفتخر بالانتماء إليه، على الرغم من كل الجراحات والأزمات التي تعصف بالوطن العربي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة العربية، فسنقولها ونكررها كما قلناها بالأمس لكل الإرهابيين وكافة الجماعات الأصولية المتطرفة «إلا مصر»، ولأجل ذلك «تحيا مصر العربية» بلد الثقافة والفن والحضارة والعراقة.