عندما تحرص محافظة العاصمة على إحياء المناسبات الوطنية فهي تدرك تماما الدور الوطني المناط بها والمتمثل في ترسيخ قيم المواطنة في النفوس وخاصة لدى النشء والشباب، وهي مناسبات عزيزة يرفع فيها كل مواطن بحريني رأسه فخرا واعتزازا بما تحقق من إنجازات حضارية على أرضه وتحت سمائه، وأيام تاريخية مجيدة محفورة في ذاكرة كل بحريني، راسخة في فكره ووجدانه وكيانه، تحكي قصة مسيرة شعب وحكمة ورشد قيادة وضعت الوطن والمواطن في أعلى سلم أولوياتها، وتروي السيرة العطرة والمجيدة للذين أسسوا الدولة وأرسوا دعائم العدل والحق فيها، وصانوها من الأطماع الخارجية والفتن لتصبح نموذجا يحتذى في المنطقة العربية في الأمن والاستقرار والتنمية الشاملة.
ولا يقتصر ترسيخ تلك القيم على المناسبات الوطنية فحسب، بل إننا مع طلوع كل فجر نجدد الحب للقائد الرمز، قطب المسيرة، وربان السفينة، ورمز عزة البحرين وسؤددها عاهل البلاد المفدى، ونؤكد الولاء لوطن صار نبضا في عروقنا وهواء نتنفسه كل حين، وطن ننعم فيه بالأمن والاطمئنان ونساهم كل من موقعه في رفعته وازدهاره، وكلنا جنود نذود عنه بالغالي والنفيس وندافع عنه بكل ما نملك.
إن من حق كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة ان يعبر عن مشاعره الصادقة في المناسبات الوطنية، وما الإقبال الكبير على المشاركة في احتفال العاصمة الذي أقامته في يوم السبت 13 ديسمبر الماضي 2014 إلا دلالة على ما تكنه نفوس المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة من معاني الحب والولاء لهذا الوطن المعطاء وقيادته الرشيدة.
وكم أسعدتنا المشاركة الواسعة في احتفالات مملكة البحرين والتي أتت تلبية لنداء وطن يستحق كل العطاء وكل التضحيات، وطن يعتز بأبنائه وبناته الذين هم عنوان عزه وفخره وصانعو قصة التلاحم والمجد الفريدة مع قيادته من أجل تقدمه ونهضته.
لقد بذلت محافظة العاصمة جهودا كبيرة من أجل إقامة فعاليات الاحتفال بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، رغبة في ادخال الفرحة والسرور على قلوب الناس في هذا الوطن ومشاركتهم الاحتفال بعيد الوطن والمليك، ضمن مساعينا لتدعيم أطر الشراكة المجتمعية، بما يسهم في تعميق الحس الوطني وتوحيد القلوب.
* محافظ محافظة العاصمة.