هل تحول اللاعب البحريني للاعب صالح لجميع الاستعمالات؟
سؤال بدأنا نرى إجابته بنعم على أرض الواقع وهو الأمر الذي يدل على غياب التخطيط السليم في منظومتنا الرياضية، كما إنه يعد تناقضاً مع دعواتنا المستمرة لأهمية التخصص كعنصر أساسي من عناصر التطوير والارتقاء بالمستوى الرياضي الميداني!
في الماضي القريب كان اللاعب البحريني باستطاعته ممارسة أكثر من لعبة، فكنا نشاهد لاعب كرة القدم يتحول في ليالي شهر رمضان إلى كرة السلة وفي الصيف إلى الكرة الطائرة أو كرة اليد وأحياناً يذهب إلى ألعاب القوى!
هذا الوضع كان مقبولاً في الماضي عندما كان اللاعبون يمارسون الرياضة كهواية مطلقة ولم تكن ازدواجيتهم تسبب أي إرباك للمسابقات المحلية ولم تتخذ الاتحادات الرياضية قرارات بتأجيل أو ضغط المسابقات بسبب هذه الازدواجية بل كانت المسابقات تقام بشكل انسيابي لدرجة أن بعض اللاعبين يضطرون للمشاركة في نشاطين في اليوم الواحد في حال سمحت لهم تواقيت إقامة المباريات!
أما اليوم ونحن نتحدث عن لاعبين مرتبطين مع أنديتهم بعقود واتفاقيات ونتحدث عن أهمية التخصص ونتحدث عن التطوير ونتحدث عن طرق باب الاحتراف فإن موضوع الازدواجية لم يعد مقبولاً إطلاقاً!
فمن غير المقبول أن نشجع لاعبي الصالات المغلقة على ممارسة رياضات الشواطئ نظراً لاختلاف أساليب اللعب واختلاف الأرضيات والأمر نفسه ينطبق على ممارسي كرة القدم الذين يخلطون بين اللعب على الملاعب العشبية والملاعب الشاطئية أو ملاعب الصالات المغلقة!
إذا كنا نريد أن نؤسس لكرة قدم داخل الصالات فلابد من إقامة دوري منتظم للأندية المحلية يشترط فيه التخصص ولا يسمح فيه للازدواجية بين اللعب على العشب واللعب داخل الصالات والأمر ذاته ينطبق على الألعاب الشاطئية الأخرى كالكرة الطائرة وكرة اليد أو كرة السلة..
لابد من أن يكون التأسيس على أسس سليمة حتى لا نجعل من هذه الرياضات رياضات مناسبات وحتى لا نحول لاعبينا إلى لاعبين لجميع الاستعمالات وحتى لا تؤثر مشاركاتنا الشاطئية على مسابقاتنا المحلية بالتأجيل أو ضغط المباريات وأخيراً حتى نجسد ونترجم أقوالنا بالأفعال بأننا نسير في طريق التطوير!
أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى كل من يعنيهم الأمر من القائمين على إدارة شؤون الاتحادات الرياضية لكي يفكروا جدياً في الفصل بين الألعاب الرياضية وأن يرسخوا مبادئ التخصص في زمن لم يعد يعترف إلا بالتخصص.