سأبدأ من المشهد الذي كانت عليه الأوضاع في الملاعب الخارجية التابعة للاتحاد البحريني لكرة القدم مساء الخميس الماضي حيث انطلاقة الجولة الأولى من منافسات القسم الثاني لدوري الدرجة الثانية لكرة القدم المعروف بدوري الظل أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه دوري المظاليم!
تابعت ما تناقلته الصحافة الرياضية من ردود أفعال سلبية للأوضاع السيئة التي كانت متوقعة قبل أن تبدأ المباريات من حيث غياب الجوانب الأمنية ومحدودية غرف تغيير الملابس والتصاق الملعبين ما أدى إلى ما يشبه الفوضى التنظيمية التي ترجمها البعض إلى فواصل من التعليقات والتندر!
السؤال الذي يفرض نفسه في مثل هذا المشهد (المتخلف) هو إلى متى سيظل وضع مسابقاتنا الكروية على هذا الحال من التدني وإلى متى سيظل اتحاد كرة القدم يعتمد في تسيير مسابقاته على ثلاثة ملاعب هي في الأساس ليست تحت تصرفه المطلق؟!
وإلى متى سنظل ننادي بضرورة استكمال مرافق ملاعب الأندية النموذجية بحيث تكون لائقة لإقامة المباريات الرسمية عليها بنظام الذهاب و الإياب وإتاحة الفرصة لعودة الجماهير إلى المدرجات المهجورة؟!
إلى متى سيبقى حالنا الكروي في مؤخرة الركب بينما مملكتنا تنعم بالخيرات وتشهد نهضة حضارية في العديد من المجالات إلا في الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص؟!
لماذا لم يتم استكمال البنية التحتية في الأندية النموذجية وبالأخص ما يتعلق بملاعب كرة القدم التي اكتفوا بزراعتها وتسويرها فقط مع أننا نسمع و نقرأ عن استخدام نسبة ضئيلة جداً من ميزانية المشاريع الرياضية في الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لمشاريع رياضية إنشائية وبالأخص في كرة القدم التي ينتظرها مشروع الاحتراف (الحلم)؟!
إذا كانت الدولة قد رصدت موازنات ضخمة للمشاريع الرياضية فما هو المبرر لعدم استثمار هذه المخصصات المالية في استكمال البنى التحتية في الأندية الوطنية المغلوب على أمرها حتى تكون قادرة على احتضان المباريات وحتى نتمكن من تحسين أوضاع مسابقاتنا الكروية المحلية وبالتالي تحريك الجمود الكروي الذي تسبب في تراجع نتائجنا على الصعيد الخليجي والقاري؟!
أسئلة عديدة طرحناها بالأمس ونطرحها اليوم ونأمل أن نجد الإجابة الشافية عليها حتى لا نضطر لتكرار طرحها إلى قيام الساعة!
وضعنا الرياضي مليء بعلامات الاستفهام المحيرة بسبب التحول المفاجىء في المنظومة الرياضية منذ أن حلت المصالح الشخصية محل المصالح العامة وتحول الأبيض إلى أسود والأسود إلى أبيض وحل المظهر محل الجوهر فاصبحت لغة المساحيق هي الغالبة على لغة العقل والمنطق!
الكل يتحسس من النقد ويبحث عن التلميع حتى بدأ يخيل إلينا ونحن نتابع وسائل إعلامنا الرياضي وكأننا نعيش في المدينة الرياضية الفاضلة بينما حقيقة الأمر خلاف ذلك تماماً والسبب كما أسلفت تغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة!
نريد من يجيد توجيه الأموال التي تخصص للرياضة توجيهاً سليماً يعود على الرياضة بالنفع لا بالضرر وبطبيعة الحال نريد من يعمل لصالح الرياضة البحرينية لا لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية لا تغني و لا تسمن من جوع!