ديباجة:
لست هنا لأنظر أو أتوقع، أو أطرح أمثلة للمدينة الفاضلة أو قصصاً من وحي الخيال، بل أنا هنا لأنقل نبض الشباب وصوته وآماله، تجاه وطن وإن جار علينا عزيز، تجاه وطن نعد شريحته الأكبر ومحركه الرئيس وثروته الأغنى، وإن لم نتحدث بطلاقة وبثقة، فلا خير فينا، لأن وطننا سئم من السكوت وحان وقت الحديث!
مجلس الشباب:
لم يكتم الشارع الشبابي فرحته مع انتهاء الانتخابات النيابية والبلدية لعام 2014 في البحرين، بعد وصول نسبة لا يستهان بها من الشباب المستقل إلى قبة البرلمان، دقت آخر مسمار في نعش الجمعيات السياسية و«مخلب» الإسلام السياسي، الذي إن لم يقطع وريد التنمية الديمقراطية في البلد، فإنه خدشها، وإن لم يعرقل العمل التشريعي في البحرين، فإنه لم يدفع بعجلته للأمام، وإن لم يخسر حظوظه وسمعته في الشارع بمختلف مكوناته، فإنه لم يبقِ عليها كما كانت، والدليل -يا طالب الدليل-، هو الفشل الذريع لتلك الجمعيات في استحقاقها الأكبر خلال الانتخابات الماضية، لتأتي النتيجة كصفعة أيقظت من كان غارقًا في حلمه الوردي من هؤلاء. فالشعب استيقظ وفهم اللعبة، والناخبون عرفوا قيمة صوتهم، وهيمن المستقلون والشباب على مقاعد الشعب للسنوات الأربع القادمة، وليست هذه نهاية المطاف.
يعد هذا الفصل التشريعي «الرابع» لمجلس النواب، منعطفاً تاريخياً مهماً لمسيرة العمل الديمقراطي في البحرين، وتحدياً من أكبر التحديات التي يواجهها الشعب وممثلوه، ولن أبالغ إن قلت أن هذا الفصل أهم فصول البحرين التشريعية، فما نتج عن حوار التوافق الوطني من تعديلاتٍ دستورية -جعلت كفة الشعب أرجح من غيرها-، سيضع النواب في موقف سن سنة يمضي عليها نواب الفصول التشريعية المقبلة، فبيدهم أن يجعلوها حميدة يشكرهم عليها الشعب وتمضي بها البحرين للتطور والازدهار، وبيدهم أن يجعلوها خلاف ذلك، ومختلف المواقف شاهدة على أن لسان الشعب «لا.. ولن يرحم» واللبيب من الإشارة يفهم.
استدراك:
أعضاء مجلس النواب بشكلٍ عام والنواب الشباب بشكلٍ خاص على عاتقهم مسؤولية مهمة في الوقوف بجانب الشباب وإيصال أصواتهم ومطالبهم تحت قبة البرلمان، عبر تفعيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، وفتح قنوات مستمرة تربطها بالجمعيات الشبابية في المملكة، وسن تشريعات تحفظ حقوق الشباب وتمكنهم في مختلف المجالات، أبرزها التعليم الجامعي، حيث يجب وضع ضوابط لرسوم الجامعات الخاصة، بالإضافة إلى طرح برامج متنوعة وبشكلٍ دوري لتحسين مخرجات سوق العمل وتمكين الشباب في المجالات المختلفة، سعياً لإيجاد فرص عمل مناسبة للشباب كافة، ما يفضي إلى الحد من نسبة البطالة بل والقضاء عليها في هذا القطاع، وعلى النواب كافة أن لا ينسوا أو يتناسوا أن هذه الشريحة كانت سبباً رئيساً في إيصالهم إلى ما هم عليه الآن، «فالإنسان لا ينسى إذا كان من الملائم أن يتذكر!».