سبق لي أن تطرقت للأستوديو التحليلي لقناة البحرين الرياضية وبالتحديد لما يتعلق بمباريات دوري الدرجة الأولى لكرة القدم وأشرت إلى الفوارق بين الوصف والتحليل والنقد الكروي وأن الأستوديوهات التحليلية تركز على الجانب التحليلي فقط على اعتبار أن المشاهد كان قد تابع الجانب الوصفي من خلال التعليق المباشر على مجريات المباراة وأصبح ينتظر آراء المحللين لمعرفة أسباب الفوز أو الخسارة أو التعادل، وآرائهم حول كيفية إدارة المدربين للمباريات من الناحية الفنية والخططية.
فيما عدا ذلك يستحسن أن يتم تناول مواضيع النقد الأخرى في برامج حوارية مفتوحة حتى لا يختلط الأمر على المشاهد ويخرج بانطباع سيئ عن مستوى المحللين كما حدث في أكثر من مناسبة لعل آخرها ما حدث في مباراة المالكية مع المحرق الأسبوع الماضي الأمر الذي أثار بعض ردود الأفعال السلبية تجاه القناة الرياضية!
كنت قد اقترحت مسبقاً تثبيت المحللين الكرويين بدلاً من التغييرات المتواصلة وأن يتم اختيار هؤلاء المحللين بعناية ودقة فائقتين بحيث يتم مراعاة الخبرة الميدانية والكفاءة المعلوماتية على أن يتجرد المحلل من كل انتماءاته خلال أداء مهمته التحليلية حتى لا تتغلب عاطفته الانتمائية على واجبه المهني فيخرج عن الإطار التحليلي إلى منعرجات أخرى قد تسبب الكثير من الإحراج للقائمين على القناة بشكل عام ومديري الأستوديو التحليلي بشكل خاص.
نحن نعلم أن المتابع البحريني ذكي وواع ولديه كم كبير من الدراية بالشؤون الرياضية عامة والكروية خاصة من خلال متابعاته للدوريات الأوروبية وما يصاحبها من أستوديوهات تحليلية متقدمة جداً، ولذلك يستوجب على قناتنا الرياضية أن تواكب هذه المفاهيم المتقدمة بغض النظر عن الفوارق الشاسعة في الإمكانات والتجهيزات الحديثة بين ما تمتلكه تلك القنوات العالمية وما هو متوفر ومتاح لدى قناتنا الرياضية!
نحن نتحدث هنا عن العنصر البشري وكلنا قناعة بوجود كفاءات وطنية تتوافر لديها مقومات المحلل الكروي المؤهل الذي يستطيع رفع مستوى الجودة في الأستوديو التحليلي البحريني.
فقط على القائمين على إدارة شؤون القناة الرياضية أن يمعنوا النظر لاستقطاب هذه الكفاءات ويحددوا آلية تسيير الأستوديو بما يلبي طموحات المشاهد باعتباره العنصر الأهم في مؤشرات قياس مدى نجاح البرامج التلفزيونية.