أكد لنا الأطباء المنتظرون لصفارة التوظيف مدى ألمهم بسبب وضعهم السيئ في ما يتعلق بتوظيفهم في مستشفى السلمانية، نحن كتبنا من قبل عن معاناتهم، لكن مع الأسف الشديد فإن وزارة الصحة تجاهلت مقالاتنا السابقة، حتى وصلتنا الرسالة التالية من طرف الأطباء.
يقول الأطباء في رسالتهم التي بعثوها لي وبالحرف الواحد «مع كل الأسف لم نر أي تجاوب أو اهتمام من وزارة الصحة والمسؤولين من ذوي الشأن في الرد عليك أو علينا نحن العاطلين من الأطباء، وكأن الأمر لا يعنيهم أو كأننا طرقنا الباب الخطأ للاستفسار عن حقنا في التوظيف لخدمة الوطن ورفعة اسمه، نحن كخريجين وأهالينا نعتصر ألماً يوماً بعد يوم لما نراه من اللامبالاة من وزارة الصحة بشأن موضوعنا، حيث كتبت عن قصتنا كما ذكرتها في مقالك في 4 يناير 2015، ومع ذلك لم يأتك الرد حتى هذه اللحظة.
أيعقل أننا بعد سنين من الدراسة والجهد والتعب وتخرجنا من جامعات مرموقة لها سمعتها المحلية والدولية حتى أنهينا سنة الامتياز وتقييمها، وامتحان رخصة مزاولة المهنة وامتحان التقدم للشواغر والمقابلات، ومع ذلك مازلنا نسمع من هنا وهناك عن ردود المسؤولين بوزارة الصحة وهم يتكلمون عن الكفاءة والجودة ونقص الميزانية وعدم وجود قدرة استيعابية وغيرها من حجج وتبريرات ليست واقعية ومكشوفة ومردود عليها ليأخذوها حجة للتهرب من مسؤوليتهم في توظيفنا وتدريبنا.
هل يعقل أننا نحن من يتحمل أخطاء وزارة الصحة؟ لو نبحث في تصريحات مسؤولي وزارة الصحة فإننا سنرى أنهم ومنذ العام 2000 وهم يؤكدون للرأي العام بأنهم يعانون من أزمة في هذا المجال، ويعانون من تخبطات في توظيف الأطباء الخريجين ويطلقون الوعود لاستيعابنا كلنا من خلال إيجاد الحلول لتوظيف الخريجين وزيادة الطاقة الاستيعابية لبرامج التدريب، لكن ما نراه على أرض الواقع، هو استمرار الأزمة وتراكمها وتفاقمها مما ينعكس ذلك سلباً على قطاع الصحة الآن ومستقبلاً، هذا القطاع الذي يعاني من نقص في مختلف الكوادر الطبية والذي أوضحه تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، فضلاً عن تصريحات وزارة الصحة، عن وجود هذا النقص، إضافة لتقرير غرفة التجارة والصناعة مؤخراً والذي ينصح وزارة الصحة بإيجاد حلول جذرية لاستيعاب خريجي الطب وتوظيفهم لما لذلك من انعكاسات مستقبلية على الخدمات الصحية».
يقول الأطباء في رسالتهم:«نحن راجعنا الجهات المختصة بوزارة الصحة، ومازلنا نراجعهم، واليوم وصلنا لشهر فبراير، ومازلنا نرى الصمت المطبق عن كل ما يتعلق بتوظيفنا ومستقبلنا، وبالتالي لا نعلم ما هو مصيرنا، حيث إن أغلبنا انتظر لأكثر من سنة ونصف ولم يوفق حتى الآن في الحصول على فرصة عمل في القطاع الخاص، ومن وفق وحصل على وظيفة هناك، فهم يعانون أشد المعاناة من الطب الخاص، إضافة لعدم وجود مجال للتطور الطبي في ذات القطاع».
يختتم الأطباء رسالتهم بتوجيه مناشدة لسمو رئيس الوزراء «إن الحديث طويل ومؤلم، خصوصاً عندما نتكلم عن تخبطات وزارة الصحة على مختلف المجالات وغياب الاستراتيجيات والخطط الواضحة لتطوير القطاع الصحي، ومن هنا لا نملك اليوم إلا الله ومن ثم أنتم كإعلاميين لإيصال صوتنا لكل المسؤولين في الدولة بعدما أغلقت في وجهنا أبواب وزارة الصحة. نتمنى من الوزارة اليوم أن تفعل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه عندما قال إن المواطن البحريني هو عنصر التنمية وعنوان برنامجه الحكومي للأعوام القادمة. نتمنى أن تحل ازمتنا فنتوظف كلنا ونرى أنفسنا أطباء نعمل في مستشفى السلمانية، نخدم وطننا ونترجم ما تعلمناه لأجل البحرين».
هذه الرسالة أطلقها هنا مباشرة ومن هذه الصفحة إلى مكتب سمو رئيس الوزراء الموقر وبصورة مباشرة للنظر في مسألة توظيف أبنائه الأطباء الجدد من أجل البحرين، خصوصاً بعد تجاهل وزارة الصحة ووزيرها لهذا الملف العالق منذ أكثر من عامين، ومن أجل تطوير القطاع الطبي الذي يعتبر من أهم الروافد الوطنية التي تخدم المواطنين وتعزز مفهوم السياحة العلاجية في البحرين الغالية