المقتطفات التالية من مقابلة أجرتها فضائية الميادين قبل نحو خمسة أشهر مع الكاتب والباحث الإيراني محمد صادق الحسيني، لكن من يقرؤها أو يشاهد المقابلة في الجزئية المتعلقة بالتطورات في اليمن يعتقد أنها أجريت معه قبل يومين، ما يؤكد أن الترتيب كان بارعاً ودقيقاً.
يقول الحسيني رداً على سؤال عما إذا كان اليمن قد غير الخارطة «سيد اليمن اليوم هو السيد عبدالملك الحوثي، وبالتالي سيكون هو سيد الجزيرة العربية»، أيضاً «الآن المعادلة انقلبت، العزيز صار هو اليمني، ليس بالمال والأسلحة والارتباطات الدولية ولكن في صناعة الجغرافيا السياسية والتاريخ».
ويضيف الحسيني بحماس لافت «الآن نحن في حالة تحول، حصلت حرب عالمية ثالثة على الميدان، بدأت على أبواب الشام. الذي غير خارطة الأكوان هو صمود الشعب السوري والجيش العربي السوري وحزب الله والإيرانيون عندما منعوا سقوط بوابات الشام في الثالث من سبتمبر 2013 «، معتبرا أن أوباما شرب كأس السم ثلاث مرات «على أبواب دمشق، وعلى أسوار غزة، وعلى تخوم بغداد.. واليوم يشرب الكأس الرابعة في صنعاء».
وبأسلوب ساخر قال الحسيني ردا على سؤال عما إذا كان أوباما سيعود إلى المنطقة من جديد بعد كل كؤوس السم التي اجترعها قال «لذلك عمل حلف بغداد ويحاول أن يخرج بسلسلة جديدة من الإجراءات، يريد أن يعود إلى المنطقة بلباس جديد وبطرق وتكتيكات جديدة، لكن هذه المرة نقول له فات الميعاد وبقينا بعاد! ما في عودة إلى المنطقة، لا لأوباما ولا لغيره».
وختم الحسيني كلامه بكلام خطير للغاية ينبغي من المعنيين الوقوف عنده وتحليله على روية، حيث قال رداً على سؤال عمن سيعود إلى المنطقة «نحن سلاطين البحر الأبيض المتوسط الجدد، نحن سلاطين الخليج الجدد، نحن محور المقاومة؛ طهران، دمشق، الضاحية، بغداد، صنعاء. نحن سنضع خريطة المنطقة، ونحن سلاطين البحر الأحمر»، ثم أردف «تذكروا السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله عندما قال قبل سنتين نحن نخرج إليكم الآن من البحر المتوسط ولم نخرج لكم بعد من البحر الأحمر».
ما قاله الحسيني في تلك المقابلة ليس خطيراً فقط ولكنه أخطر من الخطير، بدليل أن الكثيرين تبادلوا هذه الجزئية في اليومين الماضيين عبر «الواتساب» من دون أن يشيروا إلى تاريخها، فبدت وكأنها أجريت معه بمناسبة سيطرة «سيد اليمن» والحوثيين على الحكم في صنعاء، ما يؤكد أن الكثير من المعلومات تتوفر لديه وأنه تم الترتيب ليصرح عن هذه الجزئية بثقة أدهشت حتى التي أجرت معه المقابلة، ويؤكد أن إيران هي وراء كل أو على الأقل كثير مما يجري في الساحة وأنها على وشك الانتهاء من المرحلة النهائية التي ستخضع بعدها كل المنطقة لها، وإلا ما الذي يقصده من قوله «نحن سلاطين الخليج الجدد»؟ و»نحن سلاطين البحر الأحمر أيضاً»؟
عبارات أخرى وردت خلال المقابلة عن الشقيقة الكبرى يفهم منها أن إيران لن تكتفي باليمن وإنما ستسعى كي يمتد نفوذها إلى المملكة العربية السعودية أيضا، وبالتأكيد إلى البحرين، ما يستوجب طرح أسئلة عن الدور الذي يقوم به ذلك البعض هنا لمساندة إيران وإنجاح خططها الرامية لابتلاع المنطقة، خصوصا وأن ما يقوم به ذلك البعض يشبه إلى حد كبير ما قام به البعض الآخر في اليمن، وخصوصاً أن الدعم الإعلامي الإيراني للبعض هنا يشبه ويتساوى مع الدعم الإيراني للبعض هناك، في بلاد «سيد اليمن» الجديد