هذا سؤال يحمل عدة إجابات، لكن الأهم فيها تلك الإجابة التي يمكنها تعريف صاحبها بأنها -أي الإجابة- صادرة عن «مواطن بحريني مخلص منتمٍ لأرضه العربية الخليجية»، وما خلاف ذلك يمكن أن يحمل تفسيرات عدة، لكنها لن تخرج عن كونها بعيدة جداً عن المواطنة والولاء للبحرين والحرص على مصلحتها وأهلها.
14 فبراير بالنسبة لكل بحريني مخلص لهذه الأرض -لم يفكر يوماً أن «يتاجر» بترابها أو يبيع تاريخها، أو يرخص بكل ثمين فيها- هو يوم استثنائي وتاريخي لا يمكن طمسه أو تركيب شيء مستحدث فوقه، يوم أعلن فيه الشعب بأن خياره الإصلاح الديمقراطي وبدء مشروع تجديدي نهضوي طموح يضع فيه يده مع يد صاحب المشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.
نعم، نحن حتى اليوم نذكر نسبة التصويت على ميثاق العمل الوطني (98.4%)، وهي النسبة العالية التي أثبتت جدية مشروع البحرين الإصلاحي، وتبين كيف أن هناك فئات سعت للتغرير بأبناء البحرين ودفعت بعضهم للنكوص حتى على تصويتهم على وثيقة الميثاق، حينما أدركوا بأن المشروع الإصلاحي البحريني لن يسمح بخلق «كانتونات» أو «تحزبات» أو «تخندقات» تخدم طائفة هنا على حساب أخرى هناك، أو حزباً هنا على حساب آخر هناك، المشروع بحريني خالص لكل البحرينيين، بالتالي كان مشكلة لمن ظن بأنه سيستخدم المشروع ليقسم المجتمع ويختطف البلد باسم الديمقراطية.
وعليه فإننا نحتفل بهذا اليوم لعدة أسباب، ذكرنا الرئيس منها بما مثله هذا اليوم من منعطف تاريخي فارق بالنسبة للبحرين، ولكونه أصبح البصمة الأولى القوية لبدايات حكم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ولأنه أثبت بأن شعب البحرين الطيب حينما تتجرد شرائحه من شحن وتحريض وتجييش «المؤدلجين» و»المتحزبين» فإنه يعرف تماماً كيف يختار الأصلح له.
لكن تضاف على أهمية ذلك اليوم ما حصل قبل أربعة أعوام، وهنا نعود للسؤال المطروح بشأن أهمية اليوم، إذ بالنسبة لمن مازال همه اختطاف البحرين وسرقتها وتهجير أهلها أو الانتقام منهم طائفياً مذهبياً وسياسياً، فإن هذا اليوم يمثل للمخلصين يوم انكشاف أقنعة من أعد العدة لضرب البلد وأهلها، يوم سقوط الوجوه الكاذبة حينما كشف كثيرون عن حقيقة مشاعرهم تجاه البحرين، وكيف أنها لا تخرج عن الحقد والكره ورغبات كلها شرور.
هو يوم يحاول من هللت لهم إيران بالأمس واليوم عبر تجمعات حصلت هناك ورفع لصور قيادات في طوابيرها الخامسة في البحرين، هو يوم يحاول أتباع الولي الفقيه وخدم النظام الإيراني أن يعيدوا فيه محاولة ضرب البحرين من جديد، أن يحاولوا افتعال انقلاب آخر، وهذا ما لن يحصل، وليس سوى أضغاث أحلام بل كوابيس، إذ الدولة اليوم وشعبها المخلص أوعى بكثير عن السابق بشأن خناجر الداخل ومغتنمي الفرص الساعين للضرب في الظهر، الصورة أوضح بكثير عن السابق، فمن مازال يبكي على محاولة الانقلاب وفشلها هو النظام الإيراني الذي لا يحاول إخفاء مشاعره وأطماعه بل يصرح بها، وبعده أتباعه في الداخل هنا، رغم أن كثيراً منهم يحاول «إخفاء» حقيقة مشاعره.
14 فبراير بالنسبة لمحبي البحرين ذكرى طيبة، يفرحون فيها، وبالنسبة لكارهي البحرين ذكرى سيئة، فهي تذكرهم ببداية محاولة انقلاب نهايتها كان «الفشل الذريع»، وهي نهاية محتومة بإذن الله لكل من يحاول مراراً وتكراراً أن يضرب هذه البلد وشعبها المخلص في ظهورهم.
عموماً، كل عام وأنتم بخير، ويا بلادي، عيدي وافرحي.