منذ ذلك اليوم الرابع عشر من فبراير عام 2001 انقضت 14 عاماً بالتمام والكمال حتى يومنا هذا (السبت)، الذي يتزامن مع هذه الذكرى العزيز على كل بحريني قال نعم كبيرة للميثاق بلغت نسبة تاريخية لن تنساها الذاكرة البحرينية الحديثة، وستظل خالدة في وجدان الشعب الذي خرج عن بكرة أبيه ليصنع مستقبل الوطن نحو مستقبل شامل لبناء مملكة عصرية حديثة بكل المقاييس في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، الذي استطاع بحكمته من خلال مشروعه الإصلاحي أن يسطر بسواعد كل أبناء البحرين ملاحم جسدتها روح الانتماء والمواطنة التي تتجدد كل عام مع احتفال المملكة بيوم ذكرى ميثاق العمل الوطني، الذي يعتبر وثيقة وطنية نبعت من عزيمة وإصرار كل بحريني عايش ذلك اليوم.
نعم للميثاق؛ جددت العهد والولاء بين ملك أحب شعبه وأعطاها الأمل في رسم لوحة وطنية مضيئة ستظل وهاجة لن تنطفأ، وستظل وقادة لتشعل المشاعر الوطنية عند الشعب الذي عاش يومها عيداً وطنياً جديداً تحت راية وكلمة واحدة الجميع وضع مصلحة البحرين نصب عينهم، وكانت مصلحتها فوق كل اعتبار بعيداً عن أية مصالح فئوية أو أجندات خاصة لأي تيار أو فكر أو طائفة، نعم يومها قال كل شعب البحرين نعم بسنتهم وشيعتهم للميثاق، وبقي تاريخاً محفوراً لن يمحى لأن البحرين انتقلت نقلة حضارية جعلتها تصل إلى مصاف الدول العصرية الديمقراطية، كانت تلك اللحمة الوطنية بفضل من الله تعالى ثم بحكمة وحنكة جلالة الملك الذي نادى للتصويت على الميثاق ولبى الشعب هذا النداء.
من قال «نعم» للميثاق قبل 14 عاماً من اليوم كتب اسمه بأحرف من نور في الصرح الوطني الذي جاءت فكرته من توجيهات جلالة الملك، وهو احتفال خالد بالميثاق، ويؤكد وثيقة التأييد التي سجلت المواقف الوطنية لجميع المواطنين الذين عاهدوا القيادة على الوقوف خلفها والذود عن تراب الوطن الغالي.
مع كل ذلك للأسف خرجت علينا مجاميع انقلابية في العام 2011 لتركب الموجه بما يسمى بثورات الربيع العربي، وها هم في كل مناسبة نراهم يحاولون تعكير صفو هذا الاحتفال من خلال الخروج على القانون وإثارة الشغب وترويع الآمنين وغلق الطرقات، في محاولات عبثية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ولكن رجال الأمن البواسل من قوات حفظ النظام يقفون لهؤلاء الإرهابيين بالمرصاد، وتحذيرات رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن لكل من يخل بالنظام العام ستتم مساءلته جنائياً وفقاً لقانون العقوبات، وسيتم اتخاذ الإجراءات بحق كل من يثبت ضلوعه في إرهاب المواطنين والمقيمين وتعطيل مصالحهم وتهديد أمن واستقرار الوطن، ويجب أن يطبق قانون الإرهاب على هؤلاء وبأقصى العقوبات ليكونوا عبرة لغيرهم من يفكر بتعكير السلم الاجتماعي.
- همسة..
نتمنى أن تعود الذكرى الرابعة عشر لميثاق العمل الوطني بالخير على شعب البحرين الوفي لوطنه وقيادته، ونؤكد ما قاله جلالة الملك «قوتنا الحقيقية تكمن بطيبة وأخلاق أهل البحرين والتي حفظت البحرين طوال سنوات طويلة».