خطوة تستحق الإشادة - لأننا كعرب وخليجيين اعتدنا على اعتبار المناصب تشريفاً لا تكليفاً - تلك التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال السعودي بتقديمه لاستقالته بعد خسارة فريقه أمام الأهلي في نهائي كأس ولي عهد المملكة العربية السعودية بهدفين لهدف حيث جاء قراره بشجاعة الفارس المقدام الذي ترجل عن خيله وانسحب بكل شجاعة يتحلى بها الفارس العربي على الرغم من تحقيقه لإنجاز لم يسبق لأي رئيس سابق تحقيقه بتحقيق الهلال لسبعة القاب في عهده إلا أنه أحس بأنه لم يلب طموح الشعب الهلالي وليسمح لي الجميع بإطلاق تسميت «شعب» على جماهير الهلال نظراً لما يتحلون به من حب وعشق لهذا الكيان.
خطوة ليست بغريبة على شخص يحب كياناً ويطمح بالأفضل له بأن يترك مكانه بكل شجاعة لمن سيعطي أكثر بعد تسمية صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال رئيساً جديداً للهلال وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سلطان بن عبدالعزيز نائباً له ليكون خير خلفٍ لخير سلف، متمنياً أن يحذو الجميع حذو الأمير عبدالرحمن بن مساعد بأن يترك مكانه لمن سيعطي ويقدم الأفضل للرياضة خصوصاً في البحرين بعد سلسلة الإخفاقات المتتالية والتصاق الوجوه والأسماء بمناصبها دون حراك والعمل بالمثل الشعبي القائل (عمك أصمخ).
والخطوة الأجمل والأرقى في الهلال هي مزج الأسماء الشابة بأسماء الخبرة بعد أن تمت الاستعانة بفيصل أبوثنين وطارق التويجري والدكتور تركي العواد في مجال الإدارة والدكتور والمدرب الوطني عبدالعزيز الخالد وصالح السلومي وحسين الحبشي ونواف التمياط ومنصور الشريف وعبدالإله المقرن وإبراهيم القناص وسعود السبيعي في المجال الإداري والفني.
قرار الأمير عبدالرحمن بن مساعد اليوم لم يكن قراراً سهلاً على شخص أحب الكيان الهلالي لكنه كان قراراً شجاعاً يجب أن يكون أنموذجاً يحتذى به من الجميع في الوطن العربي بأن يتحلى المسؤولون بشجاعة الفرسان في قرارتهم في حال عدم مقدرتهم على تلبية طموح محبيهم ليظلوا رمزاً لهم.
عذب الكلام
قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد في شعره وكأنه كتبه في هذه اللحظات قبل القرار وقبل الابتعاد فخرجت من أعماقه تلك الكلمات التي عبرت عن ساعة الفراق فأبدع كما هو دائماً:
تدري وأدري بنفترق
تدري قلبي بيحترق
إحنا اتفقنا في كل شي إلا الزمن
عيى الزمن لانتفق
ولا تزعلي لو نفترق.