يتضح بجلاء اليوم أن الدولة سارت خلال الفترة السابقة وفق خطة محكمة تمت دراستها بشكل دقيق قبل أن تقر وتوضع موضع التنفيذ، بالتالي هي اليوم تأتي بنتائج تحظى بقبول غالبية المواطنين، وحتى من مازال يمتلك ملاحظات هنا وهناك بشأن ما تعنيه، هو يعبر بإيجابية بنسبة أفضل من السابق.
أتحدث هنا عن مسألة إعادة الأمن والاستقرار إلى المستوى المأمول في الوطن، بعد انفلات أمني صارخ بدايته كانت محاولة الانقلاب في عام 2011، تبعته محاولات من الدولة للتعامل بروح القانون مع من لا يلتزم بالقانون.
لو شخصنا الوضع الأمني طوال السنوات الماضية، ولو لخصناه بشكل مقتضب، فإننا سنقول بأن البحرين تحولت حرفياً في قمة بدء المحاولة الانقلابية لثغرات مفتوحة لمن يريد ممارسة الإرهاب والفوضى والتخريب. كان هناك من يسعى عبر ذلك لافتعال مصادمات أمنية مستمرة يكون المتضرر فيها رجال الأمن، إما عبر إصابتهم، أو عبر إرغامهم للتعامل دفاعاً عن النفس مع من يهجم عليهم بزجاجات حارقة وأسلحة مطورة محلياً لتوقع ضرراً أكبر، والنتيجة التي يفضلونها كانت بدفع رجال الأمن للوقوع في المحظور سواء عبر تعريض متجاوز القانون لضرر ما، حتى تتم بعدها المتاجرة إعلامياً وفي الخارج بقضية البحرين.
عموماً، العملية كانت كر وفر، مع محاولة واضحة للتحكم في النفس من قبل رجال الأمن، وهو ما نجحت فيه وزارة الداخلية، وهو ما كان وما يزال يمنحنا قوة الرد ودحض الأباطيل التي يروج لها رؤوس الفتنة والتحريض عن انتهاكات لحقوق الإنسان وغيرها من أمور يبالغون فيها لاستعطاف الغرب، يحاول الكذب عليهم بأن من يصاب جالس في بيته لا علاقة له، بينما الحقيقة بأنه لو ترك دون رادع لربما قتل رجل شرطة هنا أو أصاب بأذى مواطنين أو ممتلكاتهم هناك، نقول بأن أداء وزارة الداخلية وتعاطيها مع ما كان يحصل على الأرض، لو جئنا لنقارنه بما تقوم به قوات الأمن في الدول الغربية، في الولايات المتحدة وبريطانيا، لما أمكن لنا المقارنة على الإطلاق، بل لاعتبر الغربيون أنفسهم بأن وزارة الداخلية في البحرين لا تنتهج الصرامة المطلوبة في التعامل مع هكذا مواقف، إذ رأينا ماذا تفعله الشرطة في لندن حينما بدأت أحداث الشغب، ورأينا ماذا تفعل الشرطة الأمريكية مع متظاهري «وول ستريت» وكيف كانت تحمل الناس وتعلقهن حتى لتبعدهن عن مكان التجمهر وسد طرق الناس.
الفكرة هنا، بأن تقديم الشكر والعرفان لوزارة الداخلية ممثلة بقيادتها في الرجل القوي الشيخ راشد بن عبدالله ومن معه من طاقم الوزارة دون استثناء أي شخص علت رتبته أوقلت، تقديم الشكر لهم على ما فعلوه ومازالوا للبلد في سبيل حمايتها وتأمين سلامة أهلها، لا يمكن أن توفيه الكلمات ولا السطور. كم رجل أمن استشهد لأجل هذا الوطن ولأجل أن يصد عنه الشر ولأجل حماية الناس؟! كم رجل أمن بات يعاني من إصابة مزمنة بسبب تفانيه في عمله وتعرضه لاستهداف الغوغاء والإرهابيين؟!
أرقام ضخمة لا يقبل بها في أي دولة غربية تتغنى بدفاعها عن حقوق الإنسان وغيرها من شعارات الديمقراطية، والتي تسقط تماماً حينما تتعرض تلك الدولة لما يقلق أمنها الداخلي.
وهنا لن نقبل بأن يقول وزير الداخلية أو أي أحد من وزارته بأن ما يقومون به واجب لا يستوجب الشكر! نعم نعرف أنه واجب، لكن التضحية بالنفس والتفاني من أجل الوطن وأهله أمر يفرض الشكر والتقدير الدائمين، أمر يستدعي تحول يوم الشرطة في البحرين إلى عرس سنوي يحكي ويوثق التاريخ المشرف لهؤلاء الرجال البواسل.
الشعب المخلص يشكركم ويقدر لكم جهودكم، ويدعو الله ألا يصيب رجال الأمن أي مكروه وأن ينصرهم لأجل حماية البحرين وأهلها.
يكفي وزارة الداخلية ووزيرها وأفرادها كلمات الشكر والثناء التي صدرت من قبل ربان الوطن ملكنا العزيز حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه. أبو سلمان في كل محفل وفي كل مناسبة يذكرنا بأهم الأشياء التي تشكل كيان أي وطن، وينور بصيرة الناس بخصوص أهم دعامات قيام الدول وضمان معيشة أهلها بسلام وأمان، جلالته يتحدث دوماً عن الاستقرار، وكيف أنه العمود الذي تقوم عليه أي دولة، وحينما يورد ذلك فإنه شكره السامي يوجه لما يبذله رجال الشرطة والأمن من جهود كبيرة في حفظة الأمن والاستقرار.
جلالته في شكره لوزير الداخلية وأبطال الداخلية أمس الأول، وجه رسالة صريحة لكل مخلص على هذه الأرض، مفادها بأن هؤلاء بتوفيق من الله هم صمام أمان للبلد، وهم من يستحقون الشكر لتضحياتهم لأجل أن نعيش حياتنا بسلام كشعب، ولأجل أن يسود الأمن في هذا الوطن.
شكر جلالة الملك والشعب معه وسام لكم، وجهودكم وتضحياتكم هي أوسمتنا التي تذكرنا كيف حمينا البحرين معاً.