كان الحكم الصادر بحق المتهمين بقتل شهداء الواجب رجال الأمن الثلاثة الذين سقطوا دفاعاً عن تراب البحرين في مارس من العام الماضي، وكان بين الشهداء الضابط الإماراتي طارق الشحي الذي ضحى من أجل أن يدافع عن عروبة وعزة البحرين، ابن الإمارات الشهيد الذي سالت دماؤه الطاهرة هو واثنان من رجال الأمن الآخرين الذين كانوا مثالاً لتقديم النفس في سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته من الإرهابيين الذي تجردوا من كل معاني الإنسانية، حيث كانوا قد أعدوا العدة وترصدوا متعمدين لقتل هؤلاء الرجال البواسل الذين نحتسبهم عند الله من الشهداء، ومع نطق حكم الإعدام الذين نتمنى أن يتم إنفاذه لتهدأ وتطمئن نفوس ذويهم هم وغيرهم من باقي شهداء الواجب.
وعلى رغم صدور الحكم من المحكمة الجنائية الكبرى إلا أنه ولعدالة ونزاهة القضاء البحريني المستقل، فإنه وبحسب تأكيدات رئيس نيابة الجرائم الإرهابية المحامي العام أحمد الحمادي، الذي أكد أن هذا الحكم لن يكون نافذاً إلا بعد عرضه على محكمة التمييز سواء طعن المحكوم عليهم أم لم يطعنوا لمراجعته من الناحية القانونية ومدى توافر ضمانات الدفاع لهم وإقراره وتأييده ليكون قابلاً للنفاذ أو نقضه وإعادة محاكمتهم إذا ما رأت محكمة التمييز ذلك، وهذا يعطي المتهمين الذين صدر بحقهم هذا الحكم الطعن أمام محكمة التمييز.
لن نتدخل في أي حكم قضائي لثقتنا في نزاهة القضاء البحريني في إصدار الأحكام التي تستند إلى الدليل القاطع الذي لا يقبل الشك حين التثبت عن مدى فداحة الجرم المؤثم الذي ارتكبه هؤلاء المتهمون في قتل رجال الأمن بدم بارد، وبتطبيق الحكم سيكون قبل أي شيء تطبيق لشرع الله تعالى بالقصاص الذي هو حياة لمن يتعقل ويتدبر، وسيؤدي إلى استتباب الأمن والاستقرار، وسيردع كل تسول له نفسه التعدي على رجال الأمن والسعي لقتلهم وتنفيذ فتوى عيسى قاسم الذي دعا صراحة لسحق الشرطة، وهو ما يجب أن يتم محاسبته لتحريضه العلني والواضح الذي لا يقبل التأويل.
نقول لأهالي الشهداء من رجال الأمن الذين ضحوا في حياتهم ورخصوها للدفاع عن الوطن ارفعوا رؤوسكم عالياً مفتخرين بالشهداء الأبطال، وإن كان في القلب غصة على فقدهم؛ إلا أنهم سقطوا بشرف في سبيل الدفاع عن الوطن. نتساءل هل جاء في خلد قتلة الشرطة الذين أقدموا على هذا الفعل الشنيع في إزهاق النفس التي حرم إلا بالحق بأنهم حين يقتلون رجل أمن بأن أماً كانت ثكلى لم يعد لها ابنها أو زوجة ستصبح أرملة بعد فقد زوجها أو أبناء سيصبحون أيتاماً، هؤلاء المجرمون الذين يستحقون الإعدام دون رحمة لم يراعوا ديناً ولا عرفاً وانتزعت من قلوبهم ذرة الإنسانية والرحمة.
أتذكر أن جلالة الملك حفظه الله قال إنه «لا يوجد أغلى من التضحية لأجل الوطن»، وهذا ما سطره رجال الأمن الأوفياء الذين رخصوا أرواحهم فداء للبحرين واستشهدوا وهم على الواجب، ومن بينهم الشهيد ابن الإمارات طارق الشحي، الذي لم ولن تنساه البحرين بأنه قدم نفسه من أجلها، كل هؤلاء الشهداء ترجلوا بعزة تداخلت دماؤهم الطاهرة بتراب الوطن من أجل عزته وكرامته ليقفوا في وجه المخربين المجرمين الإرهابيين.
- همسة..
اليوم أجزم بأن مطلب شعب البحرين بأكمله هو القصاص والإعدام من كل قتلة الشرطة وتنفيذ أحكام القضاء بلا رأفة وعليهم، وأن يتحملوا ما اقترفته أيديهم التي تلطخت بدماء رجال الأمن الطاهرة، وأن ينالوا جزائهم من العقاب وأن يطبق بحقهم شرع الله ليكونوا عبرة لغيرهم.