لا توصنا بمحاربة الفكر «الداعشي» فالبحرين ومعها بقية دول الخليج والدول العربية جمعاء تقف وتتصدى لهذا الفكر إن تسرب لها من أي منفذ، بل أوص نفسك بمحاربة الفكر «الحالشي» الذي تسرب للبحرين واستوطن فيها تحت سمعكم وأبصاركم وبقيتم صامتين.
لا حاضنة للفكر الداعشي في البحرين فالدولة بجميع مؤسساتها الرسمية تقف وتتصدى له والأهم أن المجتمع البحريني المتمدن الحضاري يتصدى له، فلا يجد حاضناً مؤسسياً أو فكرياً له، الفكر الداعشي لا يجد جمعيات سياسية ولا يجد صحفاً مرخصة ولا يجد مثقفين أكاديميين يبررون له ويهيئون له الدعم وينظرون لإرهابييه نظرة إنسانية متعاطفة تبحث له عن مخرج قانوني يعطيه الفرصة للنفاذ من أحكام القانون، فالحالشي عند هذه الحاضنات إما مريض أو إعلامي أو رياضي أو طفل أو حامل أو كان في طريقه للخباز، تلك هي حواضن الفكر الحالشي الذي نوصيك بمحاربته، الذي يرى في الدولة التي تربى فيها وترعرع ومنح فيها التعليم والرعاية الصحية المجانية والغذاء المدعوم والطاقة المدعومة والوظيفة الجيدة يراها دولة جور وظلم ومغتصبة لأن فقيهه في الفكر الحالشي أخبره بأنها دولة ظلم ما لم يحكمها إمام الزمان أو ولي فقيه.
لا توصنا بمحاربة الفكر الداعشي عدو الإنسانية والحضارة، نحن نتصدى له دولة ومجتمعاً، بل أوص نفسك بمحاربة الفكر الحالشي الذي يجيز لك أن تستفيد من الدولة التي منحتك ترخيصاً لصحيفة ترأس تحريرها وتتمتع فيها بكل حريتك وحقوقك كاملة غير منقوصة، أوص نفسك بعدم احتضان الفكر الحالشي أو احتضان وقوده من المغرر بهم فتزيد من فرص التغرير بهم وتحرقهم وقوداً لأحلامك.
أتعرف كم بلغ خطر الحوالش في البحرين وفي الدول العربية إنه أضعاف خطر الدواعش؟ إنه خطر لا يقل أبداً عن خطر الدواعش، كتبت هدى الحسيني مقالاً الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط قالت فيه «وفي حين يكثر الحديث عن «داعش» وفظاعاتها، بدأ بعض المراقبين يشير إلى الفظاعات التي ترتكبها الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق. ويقول فيليب سميث المتخصص في الميليشيات الشيعية والباحث في جامعة مريلاند الأمريكية، إن أكبر فيلق من المقاتلين الأجانب هم من الشيعة ويتم تجنيدهم من الهند وأفغانستان وأفريقيا، وتركز إيران على تجنيد «الهازارا» «الشيعة الأفغان» تدربهم وتضمهم إلى لواء «أبوالفضل العباس» للقتال في سوريا. ومنذ عدة أشهر بدأت تنشر إعلانات في لغة «الأوردو» لتجنيد الباكستانيين من أجل المجيء إلى العراق، وقد تكبد هؤلاء خسائر، وجرى مأتم أحدهم في مدينة قم الإيرانية. يقدر سميث عدد المقاتلين الأجانب من الشيعة في سوريا والعراق بـ10 آلاف باستثناء الأفغان والحرس الثوري الإيراني» انتهى الاقتباس
لا يقلل من فكر الحوالش إلا حواضنه والخاضع لماكينة الإعلام الأمريكي، الحوالش في البحرين يناصبون الدولة العداء لاعتبارات دينية ثيوقراطية صرفة بحتة، لفكر ديني لفقه ديني يحتاج أن يفكك ويفهم، الحوالش في البحرين يفجرون ويقتلون داخل البحرين بفتاوى دينية، فأي فكر أولى بالتفكيك؟ الحوالش قتلوا 14 رجل أمن، قطعوا لسان مؤذن، روعوا الناس، أصابوا 2000 إنسان بعاهات ولم تكتب كلمة واحدة عنهم، لم تطالب بتفكيك فكرهم وفهمه، لم تناقش فكرهم، لم تفتح باب الجدل والحوار لنفهم كيف يفكر هؤلاء وكيف تسرب هذا الفكر لشيعة البحرين الدولة الوديعة الآمنة التي تعايش فيها السنة والشيعة بأمان، لم نسمع كلمة شعب أصيل وشعب دخيل ومرتزقة ودولة جور ودولة ظلم واحتلال ووو إلا من هذا الفكر وإفرازاته، هذا هو الفكر الذي يجب أن تدار له حلقات النقاش علناً وبكل شفافية ويتصدى له مثقفون وأكاديميون وإعلاميون ورجال دين شيعة يفككونه ويحللونه، وينقذون بهذا الحراك الذي يبرأ من الفكر الحالشي الطائفة بأسرها ويعيدونها لحاضنتها الطبيعية، يعيدون الشيعة العرب لأوطانهم.
فأيهما أولى للبحرين أن تناقشه وتحلله وتفككه؟ إن فقه الأولويات يقضي بأن تبدأ بالخطر القريب ثم تنتقل إلى الخطر البعيد، أتدعونا للتصدي لفكر الدواعش؟ ادعُ نفسك أولاً للتصدي لفكر الحوالش ثم تعال كلمنا.