فاتك القطار؟ دائماً ما يتردد على مسامعنا مثل هذه العبارة « فاتك القطار» أو غيرها، مثل راحت عليك الفرصة.
وتعني بأن الفرصة تكون مرة واحدة في الحياة ولا يمكن تكرارها وهنا تكون النظرة السلبية للأمور.
في المقابل هناك آراء تنتقد هذه العبارة، مثل ما كتبه الكاتب يوسف الهاجري في كتابه ترى الحياة عجيبة
حين قال «ليس هناك شيء اسمه «فاتك القطار.. كل القطارات لها طريق عودة، تفاءلوا خيراً وستجدونه».
هنا نرى التناقض بين الطرفين فالأول توجهه سلبي بحت، أما الثاني فنظرة للحياة إيجابية، أي يمكنك أخي القارئ أن تجهز عدتك للسفر باليوم التالي عندما يفوتك قطار اليوم وحتى لو وصلت لوجهتك متأخراً فهذا خير من عدم الوصول أبداً.
لكن ما أحاول أن أبينه ومن زاوية أخرى هو قطار من نوع آخر، قطار يذهب بلا عودة !
للتوضيح أكثر وهو ما أريد أن أركز عليه اليوم ..أقول إن هناك كثيراً من البرامج الخاصة بالشباب والتي تحتضن هواياتهم توفرها الكثير من المؤسسات العامة أو الخاصة (مؤسسة الشباب والرياضة، تاء الشباب، مدينة الشباب وجمعيات الثقافية والاجتماعية وغيرها) قد تقع العين عليها وقد تريد التسجيل بها أخي الشاب، لكن من شروط التسجيل في مثل هذه الدورات أن تكون بعمر أصفر مما أنت عليه الآن ، هنا أستطيع أن أقول لك الآن إن القطار فعلاً فاتك ..
أخي القارئ ؛ القطار لن يفوتك أبداً إلا إذا كان هذا القطار هو ذاك القطار الذي ينقص من عمرك كل يوم رقماً ما ! وتقف مكتوف اليدين لا تستطيع فعل أي شي سواء البحث عن ما يناسب مرحلتك العمرية، فاحذر أخي أن يفوتك القطار واسعى للوصول لغايتك ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
وليس أخيراً، أخي الشاب إن وقع اختيارك على برنامج ما وكان من شروط الالتحاق به أن تكون أصغر سناً ، التقط هاتفك وقم بالاتصال بهم وحاول أن يتم قبولك بالبرنامج كمشارك أو منظم ، فالمحاولة خير من لا شيء، وابدأ بتشكيل حياتك ولا تدع الحياة هي التي تشكلها لك.
أتمنى من المؤسسات المعنية بمثل هذه البرامج أن تفتح الباب أكثر لاستيعاب أكبر عدد ممكن من مختلف الأعمار، لتزويدهم بالمهارات لإثراء هواياتهم بما يخدم طموحهم للارتقاء بمملكة البحرين وتوافقاً مع الرؤية الاقتصادية 2030.