عالمان باتا في يومنا هذا يتحكمان في حياتنا ومعيشتنا، بل وفي كل أوقاتنا. ومن الناس من وازن يومه بين هذين العالمين، ومن الناس من انفتح على أحدهما، وانغلق عن الآخر.هذان العالمان اللذان أصبحا أساساً نواكبه بكل تفاصيله، هما العالم الحقيقي، والعالم الافتراضي. العالم الحقيقي هو حياتنا الاعتيادية بما فيها من معيشة وواقع حياة، وبما تحتويه من عمل وتواصل واحتكاك ملموس بالآخرين وانفتاح على المجتمع، سواء كان ذلك في إطار البيئة الداخلية التي يسير في زواياها الفرد أو حتى البيئة الخارجية التي يتأثر بها.أما العالم الآخر، فهو العالم الافتراضي أو ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، التي طرق الكثير من الأفراد والمؤسسات أبوابها، فصالوا وجالوا في رحابها، والتي أصبحت وسيلة تختصر الزمن، وأداة حولت عالمنا الحقيقي الكبير إلى عالمٍ صغير أضحى كقرية صغيرة تتجاور فيها البيوت وتتواصل آنياً ولحظياً في جميع الأوقات.إن ما يميز العالم الافتراضي الذي أصبح اليوم مجالاً واسعاً في التأثير على الآخرين ونقل حزمة من المعارف والعلوم لهم، هو سرعة التواصل فيه، وآنية نيل المعلومات ومعرفة الأخبار من شتى بقاع الأرض، بل والجميل فيه تواصل الشعوب من مختلف الجنسيات والثقافات فيما بينهم. بالإضافة إلى تعزيز الرأي عند الفرد، وسهولة نشر أفكاره ورغباته لجميع الناس من خلال هذه الوسيلة المؤثرة المفعمة بالفائدة والإيجابية وبالطرق المبتكرة والجذابة.في المقابل، فإنه حري بالأفراد الذين انغمسوا في عالمنا الأخير (العالم الافتراضي) أن يعوا أن هذا العالم لا يغني أبداً عن الواقع الملموس، بل إنه يجدر أن يكون الفرد فعالاً مؤثراً في حياته الحقيقية، إيجابياً بين أسرته ومجتمعه ووطنه، لأن في الانغماس في ذاك العالم وإهمال هذا العالم يؤدي إلى التقوقع وقلة الإنتاجية وتأخير البناء.شعلة: تصرفات وأفعال الفرد في كلا العالمين ينبغي أن تكون واحدة وألا يخدع المرء نفسه، فلا يصح أن يكون طائشاً في حياته ويدعي المثالية بين ثنايا مواقع التواصل الاجتماعي، والعكس صحيح فيكون فوضوياً هناك ومنضبطاً هنا.
{{ article.visit_count }}
في رحاب عالمَيْن
بيارق
في رحاب عالمَيْن