كثيرون في الوسط الرياضي لا يعرفون ناصر بن حمد الإنسان بقدر معرفتهم بناصر بن حمد الرياضي الشامل وهو نفسه لا يرغب كثيراً في إظهار مبادراته الخيرية والإنسانية من منطلق إيمانه الراسخ بمبادئ وقيم ديننا الحنيف «سبعة يظلهم الله في ظله من بينهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ....».
غير أن تلك المبادرات الخيرية والإنسانية لم تعد خافية على الجميع ممن يتتبعون نشاطه في العديد من المؤسسات الأهلية في ظل الثورة الإعلامية الحديثة وتعدد وسائل التواصل التي حولت العالم إلى قرية صغيرة ولعل آخر هذه المبادرات الإنسانية لسموه - والتي تناولتها وسائل الإعلام المختلفة بشكل موسع وسلطت عليها الأضواء ما قام به سموه مؤخراً تجاه الشاب غانم المفتاح - أحد منسوبي الاحتياجات الخاصة بدولة قطر الشقيقة.
فبعد أن حقق سموه أمنية هذا الشاب الطموح في ركوب الخيل تابع اهتماماته به فدعاه للمشاركة في بطولة التاج الثلاثي الماراثونية التي أقيمت مؤخراً في دبي ليؤكد حرصه على رسم الابتسامة الدائمة على وجه المفتاح.
ليس هذا فحسب بل إن اهتمامات ناصر الإنسان قد ذهبت إلى أبعد من ذلك حين أصر على حمل الشاب غانم والجري به لمسافات طويلة من دون أن يكترث بنتائجه في هذا الماراثون معتبراً أن عمله الإنساني هذا يفوق في قيمته أي لقب بطولي آخر وهذه هي قمة الإنسانية وقمة التعبير عن الشراكة المجتمعية للرياضة.
نعم.. لم تعد الرياضة محصورة في المنافسات الميدانية واللهث وراء النتائج والألقاب البطولية بل إنها أصبحت وسيلة للشفاء من كثير من الأمراض الجسدية والنفسية ومجالاً لتقديم المبادرات والخدمات الإنسانية ولقد لمسناه مثل هذه التوجهات الإنسانية من العديد من نجوم الرياضة البارزين عالمياً.
لذلك نجد أنفسنا اليوم أمام مواقف إنسانية صادرة من قمة الهرم الرياضي البحريني تبعث برسائل واضحة الى كل أولئك الذين لايزالون يصنفون الرياضة على أنها وسيلة للهو وملء الفراغ وأننا لعلى ثقة من أن مبادرات ناصر بن حمد الإنسانية التي عهدناه منذ سنوات لن تتوقف عند الشاب القطري غانم المفتاح أو عند المواطن البحريني محمود الحايكي بل إنها ستواصل مسيرتها وفقاً لطموحات سموه التي لا حدود لها ووفقاً لما يحظى به سموه من دعم وتشجيع وتحفيز من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.