جملة يتناقلها الناس منذ فترة، بالأمس سمعت تكراراً لها من أحد المواطنين، تفيد بأن «كل شيء ارتفع في البلد إلا راتب المواطن»، وهي ما ذكرتني بجملة أخرى مشابهة لها استخدام متكرر أيضاً تقول بأن «كل شيء تغير حاله إلا المواطن».
هذه الجمل المتكررة وغيرها على نفس الشاكلة باتت تصدر عن الناس منذ فترة، وسببها واضح معين بحالة عدم الرضا لديهم على كثير من الأوضاع المعنية بملفات تهمهم في المجتمع. واضح جداً أن أحد أبرز أسبابها خيبة أمل إزاء بعض التوقعات المتفائلة بشأن إصلاح بعض الأوضاع أو حل بعض المشكلات أو وضع نهاية لهموم معنية بمعيشة المواطن.
هذا الانطباع السائد خطير بحد ذاته، لأنه يمنحنا مؤشراً يكشف اتجاهات المزاج العام لدى الناس، وفي حالتنا هذه يبين وجود حالة من سيادة الإحباط واليأس المرفوض تأصيلها وتعزيزها لدى أفراد أي مجتمع.
هنا لا يمكن لوم الناس وحدهم واتهامهم بالسلبية وأنهم من يلبس نظارة سوداء ويعيشون في أجواء تشاؤمية، إذ هذه النظارة تلبس لأسباب ولا تلبس بالاختيار، وهذا ما يقودني لتفسير العنوان أعلاه.
اليوم كل طموحات للناس تصطدم بواقع قاس ومعقد، فمثلاً أحد مطالبات الناس برفع الدخول يقابلها الرفض المبرر بوضع الميزانية والدين العام، ومشكلة الإسكان تقابلها تعقيدات في التنفيذ والكلفة والأراضي وتكدس الطلبات وآلية التنفيذ الصعبة واقعياً، إلى غيرها من أمور تصور لنا بأن طموحاً لدى الناس يقابله واقع يجهضه، بغض النظر عن الأسباب التي فرضت هذا الواقع.
ما نريد بيانه هنا بأن المشاكل عديدة والناس تعرفها وتستمع لها كل يوم إما على هيئة تبريرات أو تذكير بالواقع أو إقرار بأن الأمور أسقطت في يدنا، والأخيرة أكثر إيلاماً لأنها تفسر بأننا عاجزون عن تغيير الواقع.
الخلاصة بأن حالة الإحباط تزول لدى الناس حينما يجدون أمامهم حراكاً جاداً للتعامل مع المشكلات عبر محاولة ابتكار الحلول والمعالجات، عبر رصد مساع جادة لإنهاء هذه المؤرقات.
كثرة المشاكل والمعوقات تسبب هذا المزاج السلبي، لكن محاولة إيجاد الحلول لها بإمكانها تخفيف حدة هذا المزاج.