عزيزاتي أخواتي صديقاتي عضوات «الجمعيات النسائية»
لقد أعطيتن عطاء لا يقدر بثمن لخدمة المرأة البحرينية منذ شبابكن حتى اللحظة عطاء مخلصاً خدم نهضة المرأة التعليمية والصحية والاجتماعية والقانونية وفي رفعة اسمها واسم البحرين معها في حينها أي منذ الستينات إلى الآن، في وقت عز فيه العطاء النوعي، وقد كرمت الدولة معظمكن بما يستحق من تكريم وقد يكون أقل مما يجب، أما اليوم فاسمحن لي آن أوان التركيز فقط على العطاء النوعي الذي يتناسب مع خبراتكن التراكمية وليس العطاء التقليدي الذي دأبتن على منحه لنهضة المرأة في البحرين.
احتياجات المرأة البحرينية أبعد بكثير من تقرير للسيداو الذي لا نرى أسماءكن فيه إلا حين يكون هذا التقرير موضع بحث تظهر فيه وتجتمع من أجله، احتياجات المرأة البحرينية تنتظر تحركاً ميدانياً وتحركاً يواكب العصر وآلياته، وتلك احتياجات تجاوزت وابتعدت عن حراككن سنوات ضوئية.
انظرن إلى بناتكن الآن وهن يشكلن مجموعات عمل ينزلن الميادين ويقتحمن العمل التطوعي الذي تشتكي إحداكن أنه ينحسر، نعم إنه انحسر عن أماكن تجمعكن، ولكنه ظهر بعيداً عنه وانتعش واتسعت رقعته.
لقد تجاوزكن العمل النسائي التطوعي وتجاوز حركتن البطيئة، واستخدم وسائل التواصل الاجتماعي التي كسرت الحاجة للمكان وللمقرات، بناتكن التحقن بركب الحياة العصرية، هناك مجموعات تخصصن للنهضة في الحياة الصحية وهناك مجموعات تخصصن في تقديم المشورة القانونية وهناك مجموعات تخصصت في ترميم البيوت وهناك مجموعات تخصصن في تقديم الرعاية النفسية وهناك مجموعات تخصصن في التدريب والتأهيل للأطفال، وهناك نساء بدأن في الاعتماد على أنفسهن وإعالة أنفسهن بمساعدة مؤسسات مدنية عصرية، وفي مجال خدمة واقع المرأة البحرينية 2015 فإن خبراتكن المحدودة لا تستطيع اللحاق بهذا الرتم السريع في الخدمة التطوعية.
أما على صعيد التمثيل الدولي للبحرين على المستوى الشعبي فإن البحرين دولة فتية مجتمعها المدني ديناميكي متحرك لا يجوز أن نحتكر فيه تلك المواقع بخطاب وبمنهجية عمل لم تتجاوز منهجية اتحاد الطلبة الستيني، لابد وحباً في البحرين وبسمعتها أن نبرز ديناميكية هذا المجتمع وتطور خبراته ونبرز سمات جيلنا العصري من خلال من يمثلنا دولياً حتى على المستوى الأهلي ونطعم فريقنا بهم إلى جانب صاحبات الخبرة.
اليوم العالم يتصل بالمرأة المحلية عن طريق نشاطها في ريادة الأعمال نشاطها في العمل البيئي نشاطها في خدمات المعاقين ونحن مازلنا نشارك بوفود توقف جهدها عند محو الأمية التي تكاد تختفي من البحرين.
عزيزاتي لست بأقل منكن عمراً إن لم أكن أكبر من بعضكن سناً، وليس السن هو ما يحول بين المرء وبين عطائه، ولا أعطي لنفسي الحق بأن أستمر وأمنعه عنكن، أبداً، إنما لكل مقام مقال، وخطابكن المكرر ومقالكن في مجال «العمل التطوعي النسائي» تحديداً وفي عام 2015 وعلى صعيد المساهمة المحلية والمشاركات الدولية لا يتفق مع هذا المقام أبداً.. والسموحة.. صديقك من صدقك.